أحدثت استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022 تحولًا عميقًا في المشهد السياسي والاقتصادي للدولة الخليجية الصغيرة، لم يكن الحدث مجرد بطولة رياضية، بل كان بمثابة منصة غير مسبوقة لتعزيز مكانة قطر على الساحة الدولية ودافعًا رئيسيًا لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية.
على الصعيد السياسي، نجحت قطر في استخدام كأس العالم كأداة قوية للدبلوماسية العامة، فقد قدمت نفسها كدولة منفتحة وقادرة على استضافة فعاليات عالمية بهذا الحجم، مما ساهم في تحسين صورتها الإقليمية والدولية بعد سنوات من التحديات.
كما أتاحت البطولة فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية مع العديد من الدول التي شاركت وفودها الرسمية وجماهيرها.. وعززت قطر من قدرتها على لعب دور الوسيط في قضايا إقليمية ودولية، مدعومة بالمكاسب الدبلوماسية التي حققتها من استضافة هذا الحدث التاريخي.
أما اقتصاديًا، فقد كان التأثير هائلًا، استثمرت قطر مليارات الدولارات في البنية التحتية، بما في ذلك الملاعب الحديثة، شبكة الطرق، المطارات، الفنادق، ووسائل النقل العام. هذه الاستثمارات لم تكن فقط لخدمة البطولة، بل شكلت ركيزة أساسية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والغاز.
شهد قطاع السياحة والضيافة نموًا غير مسبوق، واستفادت العديد من القطاعات الأخرى مثل البناء، الخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا، وعلى الرغم من التكاليف الباهظة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن العوائد طويلة الأجل، سواء من حيث جذب الاستثمارات الأجنبية، تعزيز التجارة، أو تطوير الكفاءات المحلية، ستفوق هذه التكاليف، لتضع قطر على مسار نمو مستدام.