يوما تلو الآخر تزداد الانشقاقات والخلافات داخل حزب الوعي، وتتوالى الاستقالات حيث شهدت الاسابيع القليلة الماضية استقالة عدد من قيادات الحزب، وتأتي هذه الانشقاقات اعتراضا على السياسة الداخلية، التى يمارسها رئيس حزب الوعي حسبما أكد عدد من قيادات الحزب ومحاولة اختطاف الحزب لتحقيق مصالح شخصية.

وأكد اسلام فاضل، الأمين العام المساعد،في حواره لـ خمسة سياسة أن هناك محاولة اختطاف من باسل عادل رئيس الحزب لتحقيق مصالح شخصية، وتدخلاته فى كافة التفاصيل، ومحاولة فرض سيطرته ورأيه الشخصى على الجميع، مما آثار حفيظة الأعضاء الذين سارعوا فى التقدم باستقالاتهم اعتراضا على هذا الأمر.

من الذي خاض جولة الإعادة من مرشحيكم؟ وماذا عن المرشح محمد مصطفى؟
لم يكن لدينا في حزب الوعي خلال جولة الإعادة سوى المرشح علي فايز،  أما مرشح الإسماعيلية فقد خرج من الجولة الأولى مباشرة، فيما كان محمد مصطفى واضحًا أنه خاسر منذ بداية اليوم الانتخابي، و تحديدًا منذ الساعة السابعة صباحًا، فقد حصل على نحو سبعة آلاف صوت فقط، بينما حصل خصمه على ما يقارب الستين ألف صوت، وبالتالي لم يكن هناك أي مجال للنقاش حول فرصه.

كيف كان يتابع عملية التصويت؟

إذا رجعتم إلى صفحة الحزب، ستجدون أنه كان يتابع التصويت من على مقهى لا من داخل اللجان الانتخابية، الصور المنشورة تؤكد ذلك، لقد كان مدركًا من البداية بخسارته في هذه الانتخابات، ولذلك لم يباشر عمله في اللجان كما ينبغي.

ماذا عن اللجنة التي اختارت المرشحين داخل الحزب؟

من أبز المشكلات خلال تلك الفترة أن اللجنة التى كان من شأنها اختيار المرشحين في البداية كانت تضم السيدة مارجريت عازر، ثم فجأة تغيّرت وأصبحت بقرار من حسام علي، دون  أي توضيح أو تفسير، لهذه التغيرات و هذا التغيير هو ما طرح علامات استفهام كثيرة.

كيف تفسرون هذا التغيير؟

في الحقيقة أن الامر كله في النهاية بيد باسل عادل، و هو المؤثر الحقيقي، والحزب كلها تُعد بمثابة "عزبة باسل العادل"،  هو يعتبر نفسه المالك والمؤسس وصاحب الحق الأصيل، ودائمًا يكرر أن الحزب حلمه الذي بدأ من كتلة الحوار ثم انتهى بحزب الوعي، ومن هذا المنطلق يرى أنه وحده من يملك حق التعيين أو العزل أو الإعفاء.

هل لك أن تذكر بعض الأمثلة على هذه الممارسات الفردية؟


نعم. على سبيل المثال، أنه يعطي تعليمات للجنة العليا بإصدار توكيلات لأشخاص بعينهم، أو أن يُعقد اجتماع رسمي في بيته، حدث بالفعل أن رفض رئيس لجنة الانتخابات التصديق على محضر اجتماع انعقد في بيت باسل العادل، وقال إن ذلك غير قانوني، و هذه الواقعة مثبتة في محاضر اللجنة.

كيف كان يتم التعامل مع المعترضين داخل الحزب؟

كل من يعترض كان يُتهم بأن ممارساته مشبوهة، وكان يتم تحرير تقارير ضده، مثلما حدث مع أعضاء كـ إسلام ومحمود وغيرهما، هذه التقارير تُرفع مباشرة إلى المحكمة، لكنها كانت تُرفض تمامًا لعدم صحتها.

ما طبيعة هذه التقارير؟

التقارير كتنت  تُكتب بواسطة اللجنة العليا التي تعمل أصلًا بتعليمات باسل عادل، يُذكر فيها أن فلان "غير أمين" أو أن له "ميول مشبوهة"، ثم تُرسل فورًا إلى المحكمة،  لكن المحكمة دائمًا ما رفضتها وأعدّتها بلا قيمة.

وكيف كان موقف الأعضاء الذين طالتهم هذه التقارير؟


الاعضاء الذين طالتهم هذه التقارير ظلوا ثابتين و مستمرون في الحزب، لأنهم كانوا متأكدين بشكل كبير، ودون أدنى شك أنهم لم يرتكبوا أي مخالفة، وأن كل ما جرى ضدهم مجرد محاولة لإقصائهم من المشهد السياسي داخل الحزب.

هل تكرر هذا السيناريو؟


نعم، السيناريو كان يتكرر مع كل شخص يعترض على أسلوب الإدارة، و كل من يقول "لا" يُستهدف إما بالتقارير أو بالإقصاء المباشر.

ما الهدف النهائي من ذلك برأيكم؟


 الهدف هو أن يبقى الحزب تحت السيطرة المطلقة لشخص واحد، دون مشاركة من أي عضو آخر، ودون وجود ديمقراطية داخلية حقيقية.

ننتقل إلى الانتخابات الداخلية للحزب، كيف جرت؟

 

الانتخابات داخل الحزب جرت بشكل غير نزيه على الإطلاق، اذ تدخل باسل العادل بشكل مباشر في اختيار المرشحين، ولم يكن هناك اي استقلالية للجنة، بل كانت مجرد أداة في يده، ومن يوافق عليه يدخل، ومن يرفضه يتم استبعاده حتى لو كان أنشط وأكثر كفاءة، فلم يكن معيار الكفاءة هو السبيل، بل كان القرب من باسل عادل هو الطريق الاوحد.

وما كان رد فعل المرشحين المستبعدين؟

بعضهم فضّل الصمت خوفًا من الهجوم أو الاتهامات، بينما قرر آخرون الانسحاب من الحزب بشكل كامل، لأنهم رأوا أن الأجواء لا تصلح للعمل السياسي.

وكيف رأى الأعضاء العاديون في الحزب هذه الممارسات؟


كانت هناك حالة استياء عامة كثير من الأعضاء تساءلوا كيف يمكن لحزب ناشئ أن يبنى على الإقصاء والتصفية بدلًا من الكفاءة والشفافية؟

وكيف انعكس ذلك على صورة الحزب أمام الناخبين في الانتخابات العامة؟


هذه الاجراءات انعكس بصورة مباشرة وسلبية على الحزب، حيث لم يستطع الوصول إلى الإعادة إلا بمرشح واحد فقط، هو علي فايز، أما باقي المرشحين فقد خرجوا مبكرًا، وهذا ما أظهر الحزب بمظهر ضعيف وغير قادر على المنافسة.

ماذا كان موقف الحزب بعد هذه النتائج؟

كان موقفه ضعيفًا جدًا لم يتبقَّ للحزب سوى مرشح أو اثنين فقط، بينما خرج الباقون من السباق الانتخابي.

من وجه نظرك، كيف فسر الشارع هذه النتائج ؟


الشارع السياسي اعتبر هذه النتائج هي نتيجة طبيعية للإدارة الفردية داخل الحزب، وأن ما يحدث داخله انعكس خارجه أمام الناخبين.

وماذا عن الأعضاء بعد ظهور النتائج؟


بعض الاعضاء فضل الصمت، بينما أكد البعض الاخر البعض على عدم الاستمرار في الحزب والذي تدار به الامور على هذا النحو والشكل".

هل جرت أي مراجعة أو محاسبة داخلية بعد هذه النتائج؟


لم يحدث ذلك على الإطلاق، بالعكس، اعتبر باسل العادل ما جرى أمرًا طبيعيًا، وأصر على أنه وحده يعرف الطريق الصحيح.

ما تفسيركم لذلك؟


التفسير الوحيد أن الحزب لم يعد مؤسسة، بل أصبح ملكية خاصة، وحين يتحول الحزب إلى "عزبة"، فمن الطبيعي أن تكون النتيجة الفشل.

س: ما تقييمك لمستقبل الحزب إذا استمر الوضع الحالي؟


في حال إذا استمرت الحزب بالقيادة الفردية، فلن يكون للحزب أي وجود حقيقي في الشارع، و المهتمين بالعمل السياسي أدركوا بالفعل أن القرارات داخل الحزب هي قرارات فردية، وأن الترشيحات لا تُدار بنزاهة.

ما هي الخلاصة التي استنتجتموها من هذه التجربة؟

الخلاصة أن الحزب تأسس على أسس خاطئة منذ البداية، ولم تُحترم الديمقراطية الداخلية ولا رأي الأعضاء، فالنتيجة الطبيعية هي فقدان المصداقية داخليًا وخارجيًا، وتراجع فرص الحزب بالكامل ما لم يحدث تغيير جذري في القيادة ونهج الإدارة.