أكد الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية، أن الجهود التي تبذلها مصر وقطر في ملف الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تمثل بارقة أمل وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مطالبًا بتحرك دولي عاجل لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين.

وأوضح "أبو العلا" أن حجم الخسائر البشرية والمادية في غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، تجاوز كل الخطوط الحمراء، مشددًا على أن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، فضلًا عن فرض الحصار ومنع المساعدات، يرقى إلى جرائم حرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

جهود مصر وقطر في التهدئة

وثمّن أبو العلا الدور الذي تقوم به مصر وقطر في محاولة التوصل إلى هدنة إنسانية تضمن وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وتسهيل دخول الإمدادات الطبية والغذائية، مؤكدًا أن هذا التحرك الإقليمي يعتمد على رصيد من الثقة والحياد ومكانة سياسية تمكنه من التأثير الفعلي في مسارات التهدئة.

وأشار إلى أن هذه الجهود تحتاج إلى غطاء دولي داعم، خاصة من جانب الأمم المتحدة والدول الكبرى، من أجل إنجاح المساعي السياسية، وإنهاء دوامة العنف التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.

دعوة للمحاسبة الدولية

وجدد أبو العلا دعوته إلى فتح تحقيق دولي شامل في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، وضرورة تفعيل أدوات المحاسبة الدولية عبر المحكمة الجنائية والآليات القانونية المعتمدة، لضمان عدم إفلات المسؤولين من العقاب، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.

وقال: "السكوت الدولي المستمر على الانتهاكات في غزة يمثل خللًا أخلاقيًا وقانونيًا، ويُشجع على المزيد من التمادي في استخدام القوة خارج إطار القانون".

البرلمان المصري ومواقف داعمة

وأكد وكيل لجنة حقوق الإنسان أن البرلمان المصري يتابع باهتمام تطورات المشهد في غزة، ويدعم رسميًا الجهود السياسية والإنسانية التي تقوم بها الدولة، مشيرًا إلى استعداد اللجنة للتعاون مع المؤسسات الحقوقية الإقليمية والدولية لتوثيق الجرائم المرتكبة، وتحويلها إلى ملفات قانونية قابلة للتقاضي أمام المحاكم المختصة.

كما دعا إلى تنسيق برلماني عربي ودولي واسع النطاق من خلال تحركات جماعية تضغط باتجاه وقف العدوان، وضمان حماية المدنيين، والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الأمن والسيادة والعيش الكريم.

دور الإعلام في توثيق الحقيقة

من جانبه، وجّه أبو العلا رسالة إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية بضرورة الالتزام بنقل الوقائع من الميدان بموضوعية ومهنية، بعيدًا عن التسييس أو التزييف، والعمل على فضح الممارسات غير القانونية والانتهاكات المستمرة، باعتبار الإعلام أداة مركزية في تشكيل الرأي العام العالمي، وتحريك الضغوط على صناع القرار.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على طمس الحقائق من خلال منع الصحفيين من الوصول إلى مناطق العمليات، واستهدافهم المباشر، داعيًا المنظمات المعنية بحرية الصحافة إلى التدخل لضمان حماية الطواقم الإعلامية وتسهيل عملها.

نداء للضمير العالمي

وفي ختام تصريحاته، دعا أبو العلا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين في غزة، وإيقاف آلة القتل، وتقديم الدعم الإنساني اللازم، تمهيدًا لإطلاق مسار سياسي شامل يعالج جذور الصراع ويضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

وأكد أن استمرار العدوان لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار، لافتًا إلى أن الحل الحقيقي يكمن في تحقيق العدالة والمحاسبة، واحترام مبادئ القانون الدولي، ووقف ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات.