تواصل السفارة المصرية في واشنطن أداء دورها المحوري في تنظيم ومتابعة مشاركة أبناء الجالية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية بانتخابات مجلس الشيوخ 2025، وذلك في إطار حرص الدولة المصرية على إشراك مواطنيها بالخارج في العملية الديمقراطية وتعزيز مبادئ المشاركة السياسية.

وتقوم السفارة بدور رئيسي في نشر المعلومات المتعلقة بمواعيد التصويت، أماكن الاقتراع، وإجراءات التسجيل والتصويت، إلى جانب توفير الدعم اللوجستي اللازم، بما في ذلك تجهيز المقرات الانتخابية وضمان سير العملية بشكل منظم وآمن. كما تحرص على التواصل المستمر مع الجالية المصرية عبر اللقاءات المباشرة ومنصات التواصل الاجتماعي لتشجيع المشاركة ورفع الوعي بأهمية التصويت.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن السفارة تشرف بشكل مباشر على عملية الاقتراع لضمان شفافيتها ونزاهتها، دون توجيه أو ضغوط، تنفيذًا لتوجيهات الهيئة الوطنية للانتخابات وبما يتماشى مع المعايير الدولية المتعارف عليها.

وتعكس مشاركة المصريين بالخارج في الاستحقاقات الوطنية، وفقًا لمراقبين، حرصًا كبيرًا من الجاليات على دعم المسار الديمقراطي، حيث تؤكد هذه المشاركة أن العملية السياسية لا تقتصر على الداخل فقط، بل تشمل كل من يحمل الجنسية المصرية. كما تساهم النسبة المرتفعة للمشاركة في إضفاء شرعية واسعة على النتائج، ونقل صورة إيجابية عن الدولة المصرية أمام العالم، باعتبارها دولة تُمارَس فيها الحقوق الديمقراطية بحرية، وتُعزز من ارتباط المغتربين بوطنهم.

تحديات لوجستية تواجه التصويت بالخارج

رغم النجاح الكبير في تنظيم المشاركة بالخارج، إلا أن بعض التحديات تظل قائمة، لا سيما ما يتعلق باختلاف التوقيت الزمني بين القارات، والذي يصعب معه تنسيق وقت موحد للتصويت، إلى جانب تفاوت القوانين المحلية في بعض الدول التي تفرض قيودًا على إقامة مراكز اقتراع داخل السفارات أو في أماكن عامة. كما تُعد صعوبة تغطية جميع المناطق التي يقيم بها المصريون – خاصة في الدول ذات المساحات الشاسعة مثل الولايات المتحدة – من أبرز التحديات التي تواجه التنظيم.

جهود توعية شاملة

وفي هذا الإطار، أطلقت الهيئة الوطنية للانتخابات بالتعاون مع وزارة الهجرة عددًا من حملات التوعية عبر الإنترنت، باستخدام منصات التواصل الاجتماعي الرسمية، إضافة إلى الرسائل المباشرة للمواطنين المسجلين بالخارج عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية. كما تنظم السفارات والقنصليات المصرية ندوات واجتماعات افتراضية عبر تطبيقات مثل "زووم" و"فيسبوك لايف"، بمشاركة مسؤولين وخبراء، لشرح آليات التصويت وأهمية المشاركة.

ويبرز التعاون مع رموز الجاليات كأحد العوامل المؤثرة في إنجاح الحملات التوعوية، حيث تتم الاستعانة بهم لتوصيل الرسائل بلغة وثقافة البلد المضيف، بما يسهم في رفع نسب الاستجابة والتفاعل.

دور اتحاد المصريين بالخارج

يشارك اتحاد المصريين بالخارج بفعالية في العملية الانتخابية من خلال إطلاق حملات دعائية توعوية، والمساهمة في مراقبة اللجان الانتخابية بالخارج، دعمًا للشفافية والنزاهة. ويُعد الاتحاد جهة مشهرة رسميًا تحت رقم 132 بتاريخ 27 يناير 1985 بوزارة التضامن الاجتماعي، ومسجل في كاليفورنيا كجهة غير ربحية تُعنى بالأغراض القومية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

ويهدف الاتحاد إلى تدعيم الروابط بين المصريين بالخارج ووطنهم الأم، والحفاظ على الهوية واللغة والثقافة والتراث الوطني، ونقلها للأجيال الجديدة، فضلًا عن حماية مصالح المصريين بالخارج وتمثيلهم في مختلف المحافل.

وفي هذا السياق، يبرز دور الدكتور هاني نادر، عضو مجلس إدارة اتحاد المصريين بالخارج، عن الساحل الشرقي للولايات المتحدة وولاية فلوريدا، في دعم جهود التوعية والتنظيم والمشاركة السياسية، بالتنسيق مع السفارة المصرية في واشنطن والهيئة الوطنية للانتخابات.