أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، عن تحديد الأول من نوفمبر 2025 موعدًا رسميًا لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر مشروع ثقافي في تاريخ مصر الحديث، وذلك بعد اعتماد الموعد من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي. جاء هذا الإعلان خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث وجّه رئيس الوزراء كافة الوزارات والجهات المعنية إلى الاستمرار في استكمال الترتيبات التنظيمية والفنية الخاصة بالمتحف والمنطقة المحيطة، لضمان إخراج الافتتاح بالشكل اللائق أمام الوفود الدولية والزائرين.
وأكد مدبولي أن الحدث سيشهد حضورًا رسميًا واسعًا من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية وسياحية كبرى، تُعزز مكانة المتحف كأيقونة ثقافية عالمية تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وتنوعها، تأجيل الموعد السابق بسبب التطورات الإقليمية وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت، وفقًا لبيان صادر عن وزارة السياحة والآثار، تأجيل الافتتاح الرسمي الذي كان مقرّرًا في الثالث من يوليو 2025، وذلك نظرًا لتطورات الأحداث الإقليمية.
وأكد البيان أن هذا القرار يأتي انطلاقًا من المسؤولية الوطنية، وحرص الدولة على تقديم حدث يليق بمكانة مصر الثقافية على الساحة الدولية، ويتيح مشاركة دولية كبيرة. ويستمر المتحف المصري الكبير في استقبال الزوار ضمن مرحلة الافتتاح التجريبي، حتى حلول موعد الافتتاح الرسمي في نوفمبر.
تصميم معماري عالمي مستوحى من الحضارة الفرعونية
وبحسب صحيفة The National، فإن المتحف، الذي استغرق إنشاؤه 21 عامًا، يُعد إنجازًا هندسيًا ومعماريًا فريدًا. صممته شركة Heneghan Peng للهندسة المعمارية ومقرها في دبلن، ليحاكي الطراز الفرعوني، ويأخذ شكل هرم مشطوف، تتوازى جدرانه مع هرمي خوفو ومنقرع. يتميز المدخل ببوابة من حجر المرمر الشفاف، وتنتشر عناصر التصميم الهرمي في جميع أرجائه، مما يجعله وكأنه امتداد بصري لأهرامات الجيزة. من الداخل، يُعرض نموذج مجسّم للمتحف بجوار نافذة تطل مباشرة على الأهرامات الثلاثة، ما يُعد واحدة من أجمل الإطلالات الأثرية في العالم. أبرز المعروضات: تمثال رمسيس الثاني والمسلة المعلقة أول ما يلفت نظر الزائر عند دخول المتحف هو تمثال الملك رمسيس الثاني الشاهق، والذي يبلغ طوله 11 مترًا، مصنوع من الجرانيت الأحمر، ويزن 83 طنًا.
أبرز القطع
وقد نُقل التمثال من قرية ميت رهينة في عام 2006، ليستقر أخيرًا في البهو الرئيسي للمتحف منذ عام 2018. ومن أبرز القطع الأخرى، المسلة المعلقة التي نُسبت إلى رمسيس الثاني، وقد تم اكتشافها في تانيس شرق دلتا النيل، وهي تقف الآن فوق منصة تسمح للزوار بالمشي أسفلها والاستمتاع بهيكلها الضخم من الأسفل، بعد خضوعها لترميم دقيق. "رحلة إلى الأبدية": صعود روح الفرعون من ضمن التجارب التفاعلية التي يقدمها المتحف للزوار، منطقة تُعرف باسم "رحلة إلى الأبدية"، وهي مصممة لتعكس طقوس الدفن في مصر القديمة، حيث تُعرض تماثيل لعدد من الملوك والآلهة مثل رمسيس الثاني، وسنوسرت الأول، وحورس، وسخمت، وسرابيس. وتُهيأ المنطقة ليشعر الزائر كما لو أنه يصعد روح الفرعون في رحلته نحو السماء. نجمة العرض: توت عنخ آمون بحسب ما ذكرته صحيفة العين الإخبارية، فإن الملك توت عنخ آمون، "الملك الصبي"، هو نجم المتحف المصري الكبير، حيث تُعرض مقتنياته الذهبية التي وُجدت في مقبرته، بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير، وعرشه، وعرباته، والأضرحة الذهبية الخاصة به.
وتعرض هذه المجموعة لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، مع الحفاظ عليها تحت غطاء لحين الافتتاح الرسمي، وهي مقتنيات نادرة منذ ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني وفقًا لتقرير The Malaysian Reserve، يضم المتحف أيضًا مجموعة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو، إضافة إلى مراكب الشمس التي كانت مدفونة بجوار الهرم الأكبر. وتشمل المعروضات مقتنيات نادرة تمتد من عصر ما قبل الأسرات، مرورًا بـ العصور الفرعونية، والحقبة اليونانية والرومانية، ما يجعله واحدًا من أغنى المتاحف الأثرية عالميًا. وجهة سياحية وثقافية عالمية المتحف المصري الكبير، الذي يمتد على مساحة 117 فدانًا، يُعد اليوم أكبر متحف أثري في العالم، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.
ويقع المتحف في موقع استراتيجي على بعد دقائق من أهرامات الجيزة، ما يُعزز من مكانته كأهم وجهة سياحية في مصر. ويحتوي المجمع على مرافق متنوعة، منها: قاعة مؤتمرات، قاعة عرض سينمائي، متحف للأطفال، مطاعم، حدائق، ومتنزهات، ما يجعله مركزًا ثقافيًا وسياحيًا متكاملًا. توقعات رسمية بوصول 5 ملايين زائر سنويًا أوضحت الحكومة المصرية، بحسب العين الإخبارية، أن المتحف المصري الكبير من المتوقع أن يستقبل 5 ملايين زائر سنويًا، في ظل الاهتمام المتزايد بالسياحة الثقافية والأثرية. ويأتي هذا في وقت تشير فيه التقديرات الرسمية إلى استقبال مصر 18 مليون سائح في عام 2025، رغم التوترات في بعض مناطق الشرق الأوسط.