يُعدّ الإنجاز التاريخي للمنتخب الكاميروني الملقب بـ "الأسود التي لا تُروض" في كأس العالم 1990 بإيطاليا، حيث وصل إلى الدور ربع النهائي، نقطة تحول في استخدام بيا للرياضة، في ذلك الوقت، كانت الكاميرون تواجه أزمات اقتصادية وتوترات اجتماعية متزايدة، وقد استغل بيا هذا النجاح غير المسبوق ليوحد الشعب تحت راية العلم الوطني، ويخلق شعورًا بالفخر والإنجاز المشترك.
قدم بيا نفسه على أنه "الداعم الأول" للمنتخب الوطني، وظهر بشكل متكرر في الاحتفالات الرياضية، محولًا الإنجاز الرياضي إلى انتصار سياسي له، في خطاباته، كان يقارن بين "الأسود التي لا تُروض" والشعب الكاميروني؛ مشددًا على قيم القتال والصمود والوحدة، هذا التكتيك سمح له بتحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية، وتوجيه الطاقة الشعبية نحو هدف وطني موحد، مما ساهم في تعزيز شرعيته وسلطته.
بالإضافة إلى استغلال النجاحات، استثمرت حكومة بيا في بناء وتجديد المنشآت الرياضية، مثل المجمعات الرياضية والملاعب، بما في ذلك مجمع بول بيا الرياضي في ياوندي، هذه المشاريع لم تكن فقط لتلبية متطلبات الاتحاد الأفريقي أو الفيفا، بل كانت أيضًا رسالة إلى الشعب الكاميروني والمجتمع الدولي حول قدرة الدولة على التنمية والتقدم.
ساهمت هذه المشاريع في خلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، مما أعطى بيا نقاطًا إضافية في شعبيته، كما أن استضافة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 كانت بمثابة إنجاز دبلوماسي، أكد قدرة البلاد على تنظيم حدث إقليمي كبير، وعزز من نفوذها على الساحة الأفريقية.
مارس نظام بيا أيضًا سيطرة صارمة على الاتحادات الرياضية في البلاد، وخاصة اتحاد كرة القدم، كانت القرارات المتعلقة بالرياضة، من تعيين المدربين إلى اختيار اللاعبين، غالبًا ما تكون متأثرة باعتبارات سياسية وليس فقط رياضية، هذا التسييس للرياضة سمح للنظام بالتحكم في هذه الأداة الشعبية، ومنع أي عناصر معارضة من استغلالها.
كانت نجاحات المنتخب الوطني بمثابة رابط يجمع بين الأفراد من مختلف الخلفيات، مما يقلل من التوترات العرقية ويوجه تركيز الشعب نحو هدف مشترك.
الرئيس بول بيا أتقن فن استخدام الرياضة، وخاصة كرة القدم، كأداة سياسية، من خلال استغلال النجاحات الرياضية لتعزيز الوحدة الوطنية، والاستثمار في البنية التحتية لإظهار التنمية، والسيطرة على الهيئات الرياضية لضمان الولاء، تمكن بيا من استخدام الرياضة كوسيلة فعالة لترسيخ حكمه الطويل والحفاظ على استقرار البلاد، بالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهها.