في الوقت الذي تسعى فيه وزارة التربية والتعليم لتطوير منظومة الثانوية العامة من خلال تطبيق نظام البكالوريا، تزايدت المخاوف بين أولياء الأمور من سلبيات هذا النظام الجديد، وسط جدل واسع بين مؤيد ومعارض، وبينما ترى الوزارة أن النظام يمنح الطلاب مرونة أكبر ومقررات مرتبطة بسوق العمل، يحذر الأهالي من أنه قد يتحول إلى عبء جديد يضاعف الضغوط النفسية ويضيّق فرص أبنائهم في الالتحاق بالكليات الجامعية.
الحزاوي: امتحان الفرصة الواحدة ظلم.. والبكالوريا تمنح مرونة أكبر
قالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة التربوية، في تصريح خاص لـ"خمسة سياسة"، إن الأسر المصرية تعاني منذ سنوات من عيوب النظام التقليدي للثانوية العامة، أبرزها كثرة المواد والحشو البعيد عن سوق العمل، والاعتماد على الحفظ والتلقين، إلى جانب خطورة "امتحان الفرصة الواحدة" الذي قد يضيع مستقبل الطالب بسبب ظرف طارئ.
وأضافت أن البكالوريا المصرية تقدّم عدة مميزات، منها تقليل عدد المواد، وإدخال تخصصات مثل البرمجة وعلوم الحاسب، فضلًا عن إتاحة الفرصة لتغيير المسار بعد الصف الثاني الثانوي.
كما أشادت بقرار خفض رسوم "التحسين" إلى 200 جنيه بدلاً من 500، مع إعفاء غير القادرين، لكنها حذرت في الوقت ذاته من تكرار أزمة "صراع المجاميع" إذا لم توضع ضوابط واضحة.
مطالب بتجهيز المدارس ودعم المعلمين
وشددت الحزاوي على أن نجاح التجربة يتطلب استعدادًا شاملًا يشمل تدريب المعلمين وحل عجز التخصصات الجديدة، وتجهيز المدارس بالمعامل وأجهزة الكمبيوتر، إلى جانب تقديم حوافز مادية ومعنوية للمعلمين، مؤكدة أن المعلم هو حجر الأساس في أي تطوير تعليمي.
رفض لإجبار الطلاب على النظام الجديد
وفي تصريحها لـ"خمسة سياسة"، كشفت الحزاوي عن تلقيها شكاوى من أولياء الأمور بشأن إجبار بعض المدارس للطلاب على الالتحاق بنظام البكالوريا وتهديدهم بالفصل حال الرفض، وهو ما اعتبرته "مرفوضًا تمامًا" ويتعارض مع حق الطالب وأسرته في اختيار النظام التعليمي الأنسب لهم، مطالبةً الوزارة بالتدخل العاجل لوقف هذه الممارسات.
أولياء الأمور: مميزات تتحول إلى عيوب وضغط مضاعف
من جانبهم، أبدى أولياء الأمور قلقًا كبيرًا من تطبيق البكالوريا، مؤكدين أن ما يُقدَّم كميزات قد يتحول إلى عيوب خطيرة.
وأوضح ولي أمر يُدعى سيد فكري أن النظام قد يحرم الطلاب من فرص بديلة إذا فشلوا في الالتحاق بالكليات المرتبطة بالمسار الذي اختاروه، وهو ما قد يدفعهم للجلوس في المنزل أو الالتحاق بجامعات خاصة مُكلفة.
وأشار إلى أن النظام يعيد تجربة "السنتين" التي أثبتت فشلها، ويضاعف حجم المناهج مقارنة بالثانوية العامة التقليدية، مما يفرض ضغطًا نفسيًا متواصلًا على الطلاب، ويزيد من الحاجة إلى الدروس الخصوصية بدلًا من تقليلها.
كما عبر عن مخاوفه من ضعف الاعتراف الدولي بالنظام، وإهمال اللغات، وعدم استقرار السياسات التعليمية.
دعوات لإعادة النظر قبل التطبيق الشامل
كما أكد ولي أمر آخر يُدعى محمود جمال على أن فرض النظام على الطلاب دون دراسة كافية قد يهدد مستقبل أبنائهم، مطالبًا الوزارة بالتريث وإجراء حوار مجتمعي موسع قبل تعميم التجربة، لضمان تطوير حقيقي يخفف الضغوط ولا يضاعفها.