تواصل مصر اتصالاتها المكثفة مع الأطراف المعنية بالأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية، بهدف دفع إسرائيل إلى التعامل بإيجابية مع مقترح الوسطاء بشأن التهدئة في غزة، وذلك بعد مرور 48 ساعة على تسلم تل أبيب المقترح دون أن تقدم أي رد رسمي، بحسب ما أوردته قناة القاهرة الإخبارية.

وأكدت القاهرة ضرورة التزام إسرائيل بالصفقة التي وافقت عليها حركة حماس استنادًا إلى مقترح المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، مشددة على أهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار وإحياء مسار التسوية السياسية على أساس حل الدولتين. كما جددت مصر استعدادها لمواصلة التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم مسارات السلام وتعزيز الأمن في المنطقة.

 جهود مصرية متواصلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في السياق ذاته، أطلق الهلال الأحمر المصري القافلة التاسعة عشرة من المساعدات الغذائية والطبية الموجهة إلى سكان غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، والتي تضمنت مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية، منها سلال غذائية ودقيق، إضافة إلى نحو مائة طن من المستلزمات الطبية والإغاثية العاجلة.

وأكد الهلال الأحمر المصري استمراره كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، موضحًا أنه لم يتم إغلاق معبر رفح من الجانب المصري بشكل كامل منذ بداية الحرب. كما أشار إلى أن حجم المساعدات التي جرى إدخالها منذ اندلاع الأزمة تجاوز نصف مليون طن، بجهود مكثفة شارك فيها أكثر من 35 ألف متطوع في مختلف المراكز اللوجستية.

تصعيد ميداني وحصيلة متزايدة من الضحايا

في غزة ميدانيًا، دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ684، وسط استمرار سياسة الحصار والتجويع واستهداف النازحين، ما فاقم الكارثة الإنسانية.

وشهدت منطقة جباليا البلد شمال غزة قصفًا عنيفًا ونسفًا للمباني، مع تحركات عسكرية واسعة، في حين تم منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المناطق المستهدفة. ووفق مصادر طبية فلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 62,122، معظمهم من النساء والأطفال، بينما بلغت حصيلة الإصابات 156,758.

وأضافت المصادر أن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل إلى مستشفيات القطاع 58 شهيدًا (بينهم اثنان جرى انتشال جثمانيهما) و185 مصابًا.

كما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي، عقب خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، 10,576 شهيدًا و44,717 مصابًا. 

وسجلت المستشفيات خلال الفترة ذاتها 22 شهيدًا من بين طالبي المساعدات الإنسانية و94 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي لشهداء ما يُعرف بـ"شهداء لقمة العيش" إلى 2,018، فيما بلغت الإصابات 14,947.

كما توفي 3 أشخاص بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 269 حالة، بينهم 112 طفلًا. غموض يكتنف المفاوضات وتصعيد إسرائيلي محتمل على الصعيد السياسي، لا يزال مصير مقترح التهدئة غامضًا، إذ أشار مسؤول رفيع في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن تل أبيب تشترط الإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة، في إشارة لرفض المقترح، وهو ما أثار غضب عائلات المحتجزين التي اتهمت نتنياهو بإفشال الاتفاق.

بالتوازي، كشفت وسائل إعلام عبرية أن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، صادقا على خطة عسكرية أطلق عليها اسم "عربات جدعون 2"، تقضي باجتياح مدينة غزة واستدعاء 60 ألف جندي احتياط لتنفيذ عمليات واسعة داخل المدينة وفق استراتيجية القيادة العسكرية. أزمة إنسانية متفاقمة وضرورة تدخل دولي عاجل مع استمرار التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية، تتعاظم المخاوف من دخول غزة في مرحلة أكثر قسوة، خاصة في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية وغياب أفق واضح لمسار المفاوضات.

وتؤكد مصر في هذا السياق أن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسلس بات ضرورة ملحّة لإنقاذ المدنيين في القطاع.