اختتمت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، زيارتها إلى العاصمة اليابانية طوكيو للمشاركة في فعاليات مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد9)، بعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى، شملت السيدة كاثرين رَسِل المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والسيد هارا شوهي النائب الأول لرئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، وكذلك السيد ويليام روس مساعد وزير الخزانة الفرنسي للشؤون متعددة الأطراف والتنمية والتجارة.

وأكدت الوزيرة أن مشاركة مصر في تيكاد9 تأتي في إطار الحرص على تعزيز الشراكات الدولية مع اليابان ومختلف شركاء التنمية، وتوطيد التعاون بين الدول الأفريقية والمؤسسات الدولية من أجل دعم أجندة التنمية بالقارة ومواجهة التحديات العالمية.

اللقاء مع نائب رئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)

خلال لقائها مع النائب الأول لرئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية، قدمت الدكتورة رانيا المشاط الشكر للحكومة اليابانية على استضافة هذا المحفل الدولي المهم، مشيرة إلى أن المؤتمر يعكس حرص اليابان على توسيع التعاون مع القارة الأفريقية ومساندة جهودها في التنمية المستدامة.

وتناول اللقاء استعراض تقرير مشترك بين وزارة التخطيط المصرية ووكالة جايكا بعنوان: «العلاقات المشتركة.. 70 عامًا من الصداقة والثقة»، والذي يبرز قوة ومتانة العلاقات المصرية اليابانية وتنوع مجالاتها لتلبي متطلبات التنمية في مصر.

وأكدت الوزيرة تطلع الحكومة المصرية لتوسيع نطاق التعاون مع اليابان في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وتوطين الصناعة، والاستفادة من الخبرات اليابانية في هذه القطاعات، إضافة إلى تعزيز تمكين القطاع الخاص المصري وإتاحة أدوات تمويل مبتكرة بالتعاون مع مؤسسات التمويل اليابانية، بما يسهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم التنمية الاقتصادية في مصر.

مباحثات مع منظمة اليونيسيف

كما التقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع السيدة كاثرين رَسِل، المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف، حيث ناقش الجانبان أولويات التعاون المشترك في إطار الشراكة بين مصر والأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة 2023-2027، وبرنامج عمل اليونيسيف للفترة ذاتها، الذي يركز على تعزيز الطفولة الآمنة في مصر، وتوسيع قاعدة الخدمات المقدمة للأطفال في مجالات الصحة والتغذية والتعليم والتنمية.

وتطرقت المناقشات إلى تقدم مصر في مؤشر التنمية البشرية، حيث حققت البلاد نقلة نوعية بالانتقال من فئة التنمية "المتوسطة" إلى "المرتفعة"، واحتلت المرتبة 100 بين 193 دولة عام 2023، متقدمة خمس درجات عن تقييم 2021.

كما تمت مناقشة جهود التعاون الثلاثي والتعاون جنوب-جنوب في ضوء انعقاد تيكاد9، إلى جانب دور اليونيسيف في دعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للاستدامة والتمويل من أجل التنمية الاقتصادية، والتي تقدم إطارًا متكاملًا حتى عام 2030 لتحديد الفجوات التنموية وتحسين تخصيص الموارد للقطاعات ذات الأولوية.

وأشادت الوزيرة بمبادرة «شباب بلد»، النسخة الوطنية من المبادرة الدولية Generation Unlimited، التي أطلقت خلال منتدى شباب العالم بمصر عام 2022، كأول منصة وطنية متعددة الأطراف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتمكين الشباب ودمجهم في خطط التنمية.

كما أثنت الوزيرة على التعاون مع اليونيسيف في مجال دعم اللاجئين والمهاجرين في مصر، وتوفير خدمات التعليم والتطعيم والحماية الاجتماعية والنفسية لهم، بما يتماشى مع مبادئ العدالة والإنسانية.

مباحثات مع مساعد وزير الخزانة الفرنسي

وفي ختام زيارتها، التقت الدكتورة رانيا المشاط مع السيد ويليام روس، مساعد وزير الخزانة الفرنسي للشؤون متعددة الأطراف والتنمية والتجارة، ومدير الاستراتيجيات المؤسسية بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ونائب رئيس نادي باريس الذي يضم الدائنين من الدول المتقدمة ويهدف إلى إيجاد حلول منسقة لصعوبات السداد لدى الدول النامية.

ناقش الجانبان مشاركة مصر في المؤتمر الدولي الرابع للتمويل من أجل التنمية (FFD4) الذي سيعقد بمدينة إشبيلية الإسبانية، إلى جانب التحضيرات لقمة المستقبل بالأمم المتحدة في سبتمبر 2024، والتي تشهد مشاركة مصر في إطلاق مبادرة Bridgetown الإصلاحية لإعادة تخصيص موارد من حقوق السحب الخاصة (SDRs) لدعم الدول المتضررة دون زيادة أعباء الدين.

كما استعرض اللقاء مشاركة مصر في مباحثات بنك التنمية الأفريقي بشأن الآلية المبتكرة لتوجيه حقوق السحب الخاصة عبر بنوك التنمية متعددة الأطراف، بما يعزز قدرات الدول النامية على مواجهة تغير المناخ وتلبية احتياجات التنمية.

وتطرقت المناقشات إلى التوصيات الصادرة عن لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن معالجة أزمة الديون في الدول النامية، ودور مصر في إطلاق منصة «منتدى المقترضين» بالتعاون مع إسبانيا وزامبيا ومنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

ورحبت الوزيرة باستضافة القاهرة للاجتماع الافتتاحي للأمانة الدائمة للمنتدى، إضافة إلى استضافة منصة تبادل الخبرات والدعم الفني الخاصة بآليات التمويل المبتكر وبرامج مبادلة الديون من أجل التنمية.

كما ناقشت الوزيرة التقرير الصادر عن مجموعة بنوك التنمية متعددة الأطراف، والذي يعد إحدى نتائج مجموعة العشرين بشأن تعزيز كفاية رأس المال لدى هذه البنوك ومعالجة التباين في هياكلها، بما يتيح للدول النامية فرصًا أكبر للحصول على تمويلات ميسرة ومنخفضة التكلفة.

ربط استراتيجي بين التنمية والشراكات الدولية

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن مصر تواصل جهودها لربط أهداف رؤية مصر 2030 بأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مع تعزيز الشراكات الدولية وتبني آليات تمويل مبتكرة، والاستفادة من التجارب الدولية في دعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتمكين الشباب، وتطوير البنية التحتية، بما يسهم في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة.