تحولت رحلة علاج شاب عشريني في الإسكندرية إلى مأساة إنسانية أثارت الجدل، بعدما اتهم والده أحد المستشفيات الخاصة بـ الابتزاز المالي و"التجارة بآلام المرضى"، عقب وفاة ابنه رغم دفع الأسرة مبالغ طائلة وصلت إلى 600 ألف جنيه خلال 6 أيام فقط.

وكشف علي محمد، محامي أسرة الشاب الراحل عمر، في تصريح خاص لـ"خمسة سياسة" عن تفاصيل الإجراءات القانونية التي تم اتخاذها، وتلك التي سيتم اتخاذها، بحق المستشفى الذي اتهمه بالإهمال الجسيم والابتزاز المالي الذي أودى بحياة الشاب.

وصرح المحامي قائلًا: "لقد شرعنا بالفعل في اتخاذ المسار القانوني لضمان تحقيق العدالة للشاب عمر ومحاسبة المسؤولين، القضية لا تتعلق فقط باسترداد الأموال التي تم دفعها، والتي بلغت 600 ألف جنيه، بل هي قضية مبدأ تهدف إلى وقف ما وصفه بـ "التجارة بصحة الناس وآلامهم".

وأضاف: "قمنا بتقديم شكوى رسمية إلى وزير الصحة، ونحن بصدد تقديم بلاغات أخرى يوم السبت المقبل إلى كل من النيابة الإدارية ونقابة الأطباء، للمطالبة بفتح تحقيق فوري وشامل في الواقعة".

وحول تفاصيل القضية، أوضح المحامي قائلًا: "الشاب عمر، رحمه الله، وصل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة للغاية، ويمكن القول إنه كان في لحظاته الأخيرة، وبحسب شهادة الدكتور يسري العدوي وتقارير الأشعة، كان المخ قد توقف عن العمل بالفعل، وعلى الرغم من ذلك، استمرت المستشفى في إجراءات مكلفة، مؤكدة للأسرة أن كل دقيقة تمر تشكل خطرًا على حياته، ثم قامت بتأخير دخوله إلى غرفة العمليات من الساعة السابعة مساءً حتى الرابعة فجرًا، مما يثير الشكوك حول دوافعهم التي تبدو مادية بحتة".

وأكد المحامي أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بالنسبة لهذه المستشفى، قائلًا: "للأسف، اكتسبت هذه المستشفى سمعة سيئة في استغلال الحالات الحرجة.

واختتم محامي الأسرة تصريحه قائلًا: "نحن نعتبر أن ما حدث هو ابتزاز واضح وصريح، مستغلين حالة الهلع التي تصيب أي أسرة في مثل هذه الظروف، ولن نتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة مع أسرة أخرى".

كما كشف الأب، محيي الدين دهب عبده، تفاصيل الواقعة في تصريح خاص لـ"خمسة سياسة" قائلاً إن نجله "عمر" (28 عامًا) دخل المستشفى في غيبوبة حرجة، ورغم ذلك ألزمت الإدارة الأسرة بدفع مبالغ مالية باهظة، بل وأجبرت والدته على توقيع إيصال أمانة بقيمة 150 ألف جنيه فور وصوله.

وأوضح الأب أن ابنه تعرض لغيبوبة مفاجئة، ما دفع والدته والجيران لنقله سريعًا إلى مستشفى خاص بالإسكندرية، ولم يكن بحوزتهم سوى 200 ألف جنيه عبر بطاقة ائتمان، هدفهم الوحيد كان إنقاذ حياته.

لكن المفاجأة كانت مطالبة المستشفى بمبالغ إضافية، قبل أن تسمح ببدء العلاج، وهو ما وصفه الأب بـ"الابتزاز في لحظة إنسانية حرجة".

600 ألف جنيه في 6 أيام

وتابع الأب: "بعد عودتي من الخارج حاولت نقل ابني إلى مستشفى آخر، لكن الأطباء رفضوا بحجة أن كل دقيقة فارقة في حياته، ومع ذلك، كانوا يطالبونني بدفع مبالغ ضخمة يوميًا: 140 ألف جنيه في اليوم الأول، و150 ألفًا في اليوم الثاني، وظلوا يطالبونني يوميًا بدفع 1500 دولار بينما ظل ابني في غيبوبة تامة".

وأضاف: "ابني خرج من المستشفى بعد 6 أيام جثة هامدة، بعدما تكلفت الأسرة 600 ألف جنيه، بلا أي تحسن أو تدخل حقيقي".

المخ مات والمستشفى عارفة

وأشار الأب إلى أنه حصل على تقارير الأشعة الخاصة بابنه، وعرضها على استشاري كبير في المخ والأعصاب، الذي أكد له أن حالة نجله كانت موتًا دماغيًا (الموت المخي) منذ اليوم الأول، ما يعني استحالة عودته للحياة، مؤكدًا أن المستشفى كانت على علم بذلك، لكنها واصلت استنزاف الأسرة ماليًا.

مطالبة بالتحقيق العاجل

وطالب والد الشاب الراحل وزير الصحة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، مؤكدًا أن ما حدث يخالف القرارات الأخيرة الخاصة باستقبال جميع حالات الطوارئ في المستشفيات العامة والخاصة دون اشتراطات مالية.