لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية مجرد صراع عسكري وسياسي، بل امتدت تداعياتها لتطال كافة جوانب الحياة، ومنها الرياضة.
في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، فرضت العديد من الاتحادات والمنظمات الرياضية الدولية عقوبات قاسية وغير مسبوقة على روسيا، شملت حظر فرقها ومنتخباتها الوطنية من المشاركة في البطولات العالمية، واستبعاد اللاعبين الروس من المنافسات الفردية، أو السماح لهم بالمشاركة تحت علم محايد ودون عزف النشيد الوطني، هذه القرارات، التي أثارت جدلاً واسعًا، كان لها تأثير مدمر على الصعيد الفردي للرياضيين الروس.
على المستوى المهني، وجد العديد من اللاعبين أنفسهم فجأة محرومين من فرصة تمثيل بلادهم في المحافل الدولية الكبرى، مثل الألعاب الأولمبية والبطولات العالمية، وقد أدى ذلك إلى ضياع سنوات من التدريب الشاق والجهد المبذول من أجل الوصول إلى قمة مستواهم، فمثلاً، حرمت عقوبات الاتحاد الدولي للفروسية اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة في أولمبياد باريس 2024، ما أنهى حلمًا كان يراودهم لسنوات، وفي التنس، أدى حظر بطولة ويمبلدون للاعبين الروس والبيلاروس عام 2022 إلى فقدانهم نقاط التصنيف العالمية، مما أثر سلبًا على مسيرتهم المهنية ومستقبلهم.
أما على الصعيد النفسي، فقد عانى الرياضيون الروس من ضغوط هائلة، فمن جهة، شعروا بالإحباط واليأس نتيجة حرمانهم من المنافسة على أعلى المستويات، ومن جهة أخرى، وجدوا أنفسهم في موقف حرج، محاطين بانتقادات دولية ومطالب باتخاذ موقف علني من الحرب، وهو ما قد يعرضهم لعواقب وخيمة في بلادهم، هذه الضغوط انعكست على أدائهم وتركيزهم، حيث تحول شغفهم الرياضي إلى عبء نفسي ثقيل.