أقيم كأس العالم 2018 في روسيا، وكان له أبعاد سياسية مهمة بالإضافة إلى أهميته الرياضية.

 استخدمت روسيا استضافة هذا الحدث العالمي لتعزيز صورتها الدولية وتحسين علاقاتها مع الدول الأخرى؛ ولكنها واجهت تحديات كبيرة على الصعيد السياسي.

​قبل المونديال ​قبل انطلاق البطولة، كانت علاقات روسيا متوترة مع العديد من الدول الغربية، خاصة بعد ضمها لشبه جزيرة القرم في 2014، ودورها في الصراع الأوكراني، بالإضافة إلى اتهامات التدخل في الانتخابات الأمريكية.

 دعت بعض الحكومات والسياسيين إلى مقاطعة البطولة؛ لكن في النهاية لم تحدث مقاطعة واسعة النطاق.

استغلت روسيا المونديال كفرصة لإظهار وجهها الحضاري والترحيب بالعالم، ​سعت الحكومة الروسية إلى تقديم صورة إيجابية عن البلاد عبر الترويج للأمان والنظام وحسن الضيافة، وقد نجحت إلى حد كبير في كسر بعض الصور النمطية السلبية عن روسيا، أظهر المونديال قدرة روسيا التنظيمية الكبيرة في استضافة حدث بهذا الحجم، واستعرضت البنية التحتية المتطورة من ملاعب وفنادق ومواصلات. ​

شهدت فترة المونديال تحسنًا مؤقتًا في العلاقات الدبلوماسية، على سبيل المثال، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العديد من قادة الدول المشاركة، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإجراء محادثات سياسية على هامش المباريات، هذه اللقاءات ساهمت في فتح قنوات اتصال كانت مغلقة أو متوترة.

رغم النجاح التنظيمي، لم يخل المونديال من الجدل السياسي، فبينما كانت الفرق تتنافس في الملاعب، كانت هناك قضايا حقوق الإنسان، والوضع في أوكرانيا، وحرية التعبير تثار في وسائل الإعلام العالمية، تم توجيه انتقادات للحكومة الروسية بسبب هذه القضايا، مما ألقى بظلاله على الحدث الرياضي.