​لا ينسى عشاق كرة القدم حول العالم رقصة "حمل الطفل" الشهيرة التي قام بها النجم البرازيلي بيبتو بعد تسجيله هدفاً في مرمى هولندا في ربع نهائي كأس العالم 1994، تلك الرقصة، التي شاركه فيها صديقاه روماريو ومازينيو، لم تكن مجرد احتفال عابر، بل أصبحت رمزاً للفرح والحياة في واحدة من أهم لحظات تاريخ كرة القدم البرازيلية.

لكن بعد سنوات من تألقه في الملاعب، قرر بيبتو أن يخوض غماراً جديداً لا يقل صعوبة عن مواجهات المدافعين، وهو عالم السياسة، ​كان قرار بيبتو بدخول السياسة امتداداً طبيعياً لشعبية اللاعبين البرازيليين وتأثيرهم الهائل في مجتمعهم، ففي عام 2010، ترشح بيبتو للانتخابات العامة في البرازيل، وتم انتخابه عضواً في الجمعية التشريعية لولاية ريو دي جانيرو، ممثلاً عن الحزب الديمقراطي العمالي.

 هذه الخطوة لم تكن غريبة على الساحة السياسية البرازيلية، التي شهدت انخراط العديد من الرياضيين في العمل العام، وعلى رأسهم زميله وصديقه القديم روماريو، الذي أصبح عضواً في مجلس الشيوخ.

​عمل بيبتو في السياسة على مدار عدة فترات، محاولاً الاستفادة من شهرته لخدمة قضايا مجتمعه، خاصة تلك المتعلقة بالشباب والرياضة، كما كان له دور بارز كعضو في اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم 2014 التي استضافتها البرازيل، ما منحه منصباً حكومياً مهماً ومسؤولية كبيرة في تنظيم هذا الحدث العالمي الضخم، ومع ذلك، لم تكن رحلة بيبتو السياسية سهلة.

فالعلاقة بين السياسة والرياضة في البرازيل، رغم تقاربها، يمكن أن تكون معقدة، فقد أظهرت التباينات السياسية بينه وبين شريكه السابق في الهجوم، روماريو، أن الولاءات الحزبية يمكن أن تكون أقوى من صداقات الملاعب، فقد دعم روماريو الرئيس السابق جاير بولسونارو، بينما أعلن بيبتو دعمه للرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، هذا التباين في التوجهات أدى إلى خلاف علني بين الأسطورتين، حيث وصف روماريو صديقه القديم بـ "الخائن" بسبب مواقفه السياسية المختلفة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والسياسية.

على الرغم من فوزه في بعض الانتخابات، فشل بيبتو في إعادة انتخابه في مراحل لاحقة، ما يوضح أن الشعبية الرياضية لا تكفي وحدها لضمان النجاح السياسي المستدام، فمعايير الناخبين تتغير، والقضايا السياسية تفرض نفسها بقوة، وهو ما يتطلب أكثر من مجرد اسم معروف.