قال المستشار أمير محيي الدين، إن الحكم الصادر بحق المتهمة المعروفة إعلاميًا بمروجة شائعة "بنت الرئيس الأسبق مبارك"، يعد رادعًا قويًا لكل من يستخدم التكنولوجيا والبرامج الحديثة بشكل سيئ، بهدف تحقيق الربح السريع على حساب القيم والأعراف المجتمعية.
وأوضح المستشار، لـ"خمسة سياسة"، أن من المعلوم للجميع قيام بعض الأشخاص من متسولي التكنولوجيا باستخدام تطبيقات مثل "تيك توك" لإقتحام خصوصيات الأسر المصرية، وترويج الشائعات من أجل تحقيق مشاهدات واسعة ومكاسب مادية غير مشروعة، دون أي مجهود أو تعب.
وأشار محيي الدين إلى أن المتهمة لجأت في البداية إلى استخدام اسم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك – رمز من رموز الوطن – حتى تنتشر شائعتها بسرعة البرق عبر وسائل الإعلام والميديا، لتصبح حديث البرامج التلفزيونية والصحف ليل نهار. وبعد أن حققت نسب مشاهدة عالية ومكاسب مادية، قامت بترويج شائعة أخرى، هذه المرة مرتبطة بالممثلة وفاء عامر، متهمة إياها في قضية شديدة الحساسية وهي "الإتجار بالأعضاء البشرية"، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الأسرة المصرية.
وأكد أن النيابة العامة والشرطة المصرية لم يمررا تلك الادعاءات مرور الكرام، حيث صدر الأمر بالقبض على المتهمة، وتولت السلطات المختصة التحقيق معها حتى صدر الحكم بتاريخ 13 سبتمبر 2025، بحبسها سنتين مع الشغل والنفاذ وتغريمها 100 ألف جنيه.
وشدد المستشار أمير محيي الدين على أن هذا الحكم سيكون بمثابة رسالة رادعة لكل من تسول له نفسه استخدام منصات التكنولوجيا المرئية والمسموعة لترويج الأكاذيب أو تهديد الأمن المجتمعي، مؤكدًا أن الساحة الإعلامية والفنية تعرضت خلال السنوات الأخيرة لاختراق واسع من قبل أشخاص غير مؤهلين ولا يحملون أي تراخيص أو خبرة، بل يسعون فقط وراء المكاسب السريعة.
وأضاف أن غياب الرقابة خلال الفترة الماضية ساعد هؤلاء على الانتشار السريع، إلا أن صدور هذا الحكم يتزامن مع الحملة الموسعة التي شنتها الدولة ضد متسولي التكنولوجيا، والتي شملت ضبط العديد منهم بتهم ترويج الشائعات وتقديم محتوى غير صالح، بل وارتكاب جرائم مثل غسيل الأموال.
واختتم محيي الدين تصريحه بالتأكيد أن الحكم يمثل بداية مرحلة جديدة من الحزم والرقابة، وسيكون بمثابة "جرس إنذار" لمن يحاول العبث بعقول الشباب أو المتاجرة بقيم المجتمع المصري.