قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الاستثنائية للبريكس، والتي عقدت اليوم عبر الوسائل الافتراضية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في التجمع بدعوة من جمهورية البرازيل الاتحادية بصفتها الرئيس الدوري الحالي، تمثل رسالة واضحة بأن مصر تتحرك بخطى واثقة نحو ترسيخ حضورها الدولي والإقليمي، من خلال الانخراط في التكتلات الصاعدة التي أصبحت شريكًا رئيسيًا في صياغة التوازنات الجديدة على الساحة العالمية.

وأشار فرحات إلى أن وجود مصر في هذا المحفل لم يقتصر على طرح رؤيتها للتعاون الاقتصادي، بل حمل أيضًا بعدًا سياسيًا وإنسانيًا مهمًا يتعلق بالقضية الفلسطينية. موضحًا أن إدراج ملف فلسطين في خطاب مصر على منبر البريكس يعكس إصرار القاهرة على إبقاء هذه القضية حاضرة في أجندة القوى الدولية، في مواجهة محاولات تهميشها أو فرض أمر واقع يكرس الاحتلال.

وأضاف أن مصر ترى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه في غزة والضفة لا يهدد فقط الشعب الفلسطيني، بل يهدد أيضًا منظومة الأمن الإقليمي والدولي، وهو ما يضاعف من أهمية تحركها الدبلوماسي المتواصل.

ولفت نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن مصر لا تكتفي بإدانة العدوان أو رفض التهجير، بل تطرح بدائل عملية، مثل خطتها لإعادة إعمار غزة، ومبادراتها لعقد مؤتمر دولي لحشد التمويل والدعم، بما يؤكد دورها كدولة قائدة تتحمل مسئولياتها تجاه محيطها العربي.

وأكد فرحات أن موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، والذي ظهر جليًا في القمة، يعكس وعيًا سياسيًا بأن هذه القضية هي بوابة السلام العادل في الشرق الأوسط، مشددًا على أن تجاهلها أو الالتفاف عليها لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاضطراب والصراعات، بينما الحل العادل القائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد لضمان استقرار حقيقي ودائم.