حبيب نور محمدوف، الأسطورة المعتزلة في رياضة الفنون القتالية المختلطة (MMA) وبطل العالم السابق لوزن الخفيف في منظمة UFC، لم يكن مجرد مقاتل لا يُقهر داخل "القفص".. فخلف سجلّه الخالي من الهزائم وانضباطه الصارم، يكمن صوت إنساني قوي لا يتردد في التعبير عن مواقفه، لا سيما تجاه القضية الفلسطينية.
إن انتمائه الإسلامي وخلفيته الثقافية جعلاه من أبرز الرياضيين العالميين الذين يستخدمون شهرتهم لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني.
لقد تجاوز دعم حبيب نور محمدوف للقضية الفلسطينية مجرد منشورات عابرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد استغل الأيقونة الروسية الداغستانية الفرص المتاحة له في المحافل الدولية لتحويل الأنظار نحو غزة وفلسطين. ولعل أبرز هذه اللقطات ما حدث أثناء حضوره إحدى فعاليات UFC الكبرى، حيث التقى بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
في حوار قصير ومباشر، وثقته الكاميرات وانتشر كالنار في الهشيم، ناشد حبيب ترامب صراحةً بـ "إيقاف الحرب على فلسطين"، وتحديداً في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان مستمرؤ وقد جاء رد ترامب حينها بالموافقة على ذلك، لتتحول اللحظة الرياضية إلى مشهد سياسي وإنساني مؤثر.
هذه اللقطة لم تكن مجرد صدفة؛ بل عكست إصرار حبيب على توظيف شعبيته الواسعة لدى ملايين المتابعين حول العالم، ولا سيما الشباب، لتحريك الرأي العام العالمي، موقفه الجريء رسخ صورته كرياضي لا يفصل نجاحه المهني عن قناعاته الأخلاقية والإنسانية.. كما أن حبيب لم يكتفِ بالتعبير عن دعمه المباشر لفلسطين، بل امتد موقفه ليشمل الإشادة بالجهات الداعمة للقضية.
في تصريحات له، أثنى حبيب بشكل خاص على الشعب الأيرلندي واصفاً إياه بـ "أكبر داعم لفلسطين في العالم".
وقد ربط هذا الدعم بالتاريخ، مشيراً إلى أن الفلسطينيين (في إطار الإمبراطورية العثمانية حينها) قدموا العون لأيرلندا خلال فترة المجاعة الكبرى قبل مئات السنين، معتبراً أن الدعم الأيرلندي الحالي هو بمثابة "رد الجميل".
هذا الربط التاريخي الذي أبرزه حبيب أضاف بُعداً جديداً لخطابه، مؤكداً على فكرة التكافل الإنساني العابر للزمان والمكان، بالإضافة إلى ذلك، عبر حبيب عن فخره ودعمه للمقاتلين من أصول فلسطينية، مثل البطل الفلسطيني-الأمريكي بلال محمد، الذي رفع العلم الفلسطيني بعد فوزه بلقب بطولة UFC، مهدياً انتصاره لشعبه في فلسطين.
هذا الدعم لم يأتِ من باب المجاملة، بل من خلفية مشتركة تؤمن بعدالة القضية، تأثير الرياضي كرسول في عالم تزداد فيه الأصوات المطالبة بالعدالة، يتحول الرياضيون العالميون إلى سفراء غير رسميين لقضايا شعوبهم وأمتهم.