تعرضت منظمة اليونيسف، التابعة للأمم المتحدة والمعنية بحقوق الأطفال، لموجة شديدة من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على صفحتها الرسمية باللغة العربية على "فيسبوك"، بعد نشرها بياناً وصفه الكثيرون بأنه "تجاهل صارخ" لمعاناة أطفال فلسطين، في ظل التصعيد المستمر في غزة والضفة الغربية.
منشور مثير للجدل
المنشور الذي أثار الجدل ركز بشكل حصري على معاناة الأطفال في إسرائيل، حيث جاء فيه:"مرّ عامان على الهجمات المروّعة التي شنّتها حماس وجماعات مسلحة أخرى على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل."
"يُعدّ قتل الأطفال وتشويههم واختطافهم انتهاكات جسيمة لحقوقهم." لكل طفل، في كل مكان، الحق في الأمان والرعاية والحماية."
غياب أي إشارة إلى الضحايا من الأطفال الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية فجّر غضبًا واسعًا في التعليقات، إذ رأى الآلاف من المتابعين أن اليونيسف تمارس انحيازًا واضحًا وتُظهر ازدواجية في تطبيق مبادئ حقوق الطفل التي ترفعها.
اتهامات بـ"التجاهل المتعمد"
اتهم المستخدمون المنظمة بـ"التجاهل المتعمد" لمعاناة الأطفال الفلسطينيين الذين يسقطون يوميًا ضحايا للغارات الجوية والقصف، واعتبروا أن الصمت إزاء هذه المآسي يعكس تسييسًا واضحًا للعمل الإنساني، ويفقد المنظمة مصداقيتها أمام الرأي العام العربي.
وشدد المعلقون على أن الحديث عن حقوق الأطفال لا يكتمل دون التطرق إلى الانتهاكات التي تطال أطفال فلسطين بشكل ممنهج، مشيرين إلى أن صمت اليونيسف في هذا السياق يخالف مبادئها المعلنة حول شمولية الحقوق وعدم التمييز.
المنظمات الدولية في مرمى النقد الشعبي
تسلط هذه الأزمة الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها المنظمات الأممية في المناطق الحساسة سياسيًا، حيث لم يعد بإمكانها تجاهل ضغط الجمهور أو التغاضي عن الازدواجية في تغطية الانتهاكات.
وقد رأى كثيرون أن اليونيسف، التي يُفترض بها أن تكون صوتًا للطفولة في كل مكان، أخفقت في نقل الحقيقة كاملة، وبدلاً من تعزيز التضامن الإنساني، أصبحت سببًا في تعميق الانقسام.