قصة كفاح ملهمة تعكس إصرار الشباب المصري على تحقيق النجاح رغم التحديات، حصل الطالب محمود محمد جابر من محافظة القاهرة على المركز الأول على مستوى الجمهورية في تخصص "بايو تكنولوجي" بنظام الجدارات، وهو أحد التخصصات المستحدثة في التعليم الفني، ليصبح نموذجًا مشرفًا لجيل جديد يسعى لبناء مستقبله عبر العلم.
وفي حوار خاص، عبّر محمود عن سعادته الغامرة بهذا التفوق، قائلاً:
"أكيد طبعًا كنت مبسوط جدًا، كنت حاطط ده هدف ليا من أول السنة، وكنت مستني حاجة زي دي."
وأضاف أن رحلته نحو القمة لم تكن سهلة، بل تطلبت مجهودًا كبيرًا وساعات طويلة من الاستذكار اليومي، إلى جانب الضغوط المستمرة، خاصة مع نظام المدرسة الذي اعتمد على كثافة الامتحانات والتدريبات العملية لتحفيز الطلاب على المذاكرة والتفوق.
وعن اختياره لتخصص "بايو تكنولوجي"، أوضح محمود أن شغفه بالمواد العلمية منذ الصغر هو ما دفعه لاختيار هذا المجال، قائلاً:
"إحنا بندرس مواد علمية زي علوم وصيدلة، وأنا كنت بحب علوم جدًا، وده خلاني ألفت للمجال ده."
ورغم تفوقه، يواجه محمود تحديًا كبيرًا يتمثل في غياب المسارات الجامعية الواضحة لتخصصه، حيث كشف أن كلية "بايو تكنولوجي" غير متاحة حاليًا لخريجي هذا النظام، وقال بأسى ممزوج بالأمل:
"أكيد نفسي أكمل في كلية بايو تكنولوجي، بس هي مش متاحة لينا للأسف، فبدوّر على بدائل زي جامعة 6 أكتوبر أو القصر العيني."
وفي لحظة مؤثرة، وعندما سُئل عن مثله الأعلى، قال محمود بتأثر بالغ:
"بصراحة ماليش حد… أنا كنت بذاكر عشان حاجة من جوايا، وعشان والدتي ."
مضيفًا أن هذا الإنجاز إهداء لها، وأنه كان يحمل حلمها في قلبه طوال رحلة كفاحه.
تُسلّط قصة محمود محمد جابر الضوء على أهمية تطوير منظومة التعليم الفني في مصر، ليس فقط على مستوى المدارس والتخصصات، بل أيضًا من حيث فتح مسارات جامعية حقيقية أمام المتفوقين، تضمن لهم الاستمرار في تخصصاتهم الدقيقة، وتتيح لهم فرصًا عادلة لبناء مستقبل علمي ومهني يليق بإمكاناتهم.