شهدت كرة القدم المصرية، وبشكل خاص في الدوري الممتاز والدوريات الأدنى، زيادة واضحة في عدد اللاعبين الفلسطينيين المحترفين خلال السنوات الأخيرة. يُعد هذا التواجد الكروي المتصاعد انعكاسًا للعلاقات التاريخية والسياسية الراسخة بين مصر وفلسطين، ويجسد الدعم المصري المستمر للقضية الفلسطينية على جميع المستويات، ومنها الرياضة.

توفر الأندية المصرية بيئة احترافية متكاملة للاعبين الفلسطينيين، تشمل السكن المناسب والمرافق التدريبية الحديثة. ويُعتبر قرار الاتحاد المصري لكرة القدم الذي يتيح معاملة اللاعب الفلسطيني كلاعب محلي بدلاً من أجنبي، خطوة مهمة مهدت الطريق أمام المزيد من المواهب الفلسطينية للانضمام دون التأثير على حصة الأجانب في الأندية.

تشير الإحصائيات إلى تسجيل حوالي 15 لاعبًا فلسطينيًا في مختلف الفرق المصرية خلال الموسم الحالي، ما بين ناشئين ومحترفين. وأفاد مصدر داخل اتحاد الكرة، في تصريحات خاصة، بأن هناك حرصًا متزايدًا على تقديم كل التسهيلات اللازمة لهؤلاء اللاعبين، انطلاقًا من إيمان الرياضة بدورها في دعم الأشقاء الفلسطينيين.

كما أوضح المصدر أن الرواتب والمزايا المقدمة للاعبين الفلسطينيين في مصر غالبًا ما تكون منافسة، مما يجعل الدوري المصري وجهة مفضلة لكثير منهم، حتى على حساب عروض احترافية أخرى من دول مختلفة.

وتُبرز بعض الأمثلة الفردية كيف يساهم الدوري المصري في تطوير مهارات اللاعبين الفلسطينيين ورفع قيمتهم السوقية. من أبرز هذه النماذج مهاجم النادي الأهلي، وسام أبو علي، الذي انتقل إلى النادي قادمًا من الدوري السويدي منذ نحو موسم ونصف، بقيمة تسويقية بلغت مليونًا ومئتين ألف دولار، ليصل حاليًا إلى أربعة ملايين دولار. وقد تلقت إدارة الأهلي عرضًا مغريًا من نادي الريان القطري يصل إلى 9 ملايين دولار للتعاقد معه.

ومن جهة أخرى، يُعد حامد حمدان، لاعب وسط بتروجيت، نموذجًا آخر يبرز قدرة الدوري المصري على صقل المواهب الفلسطينية، إذ ارتفعت قيمته السوقية مع تألقه في الملاعب، وأصبح هدفًا للعديد من الأندية الخليجية، كما تشير التقارير إلى احتمال انتقاله قريبًا إلى نادي الزمالك.

يُفسر هذا التزايد في أعداد اللاعبين الفلسطينيين داخل الأندية المصرية، إلى جانب الدعم الفني والتنموي المقدم لهم، كجزء من الدور القيادي الذي تلعبه مصر في نصرة القضية الفلسطينية. فإلى جانب الجهود السياسية والدبلوماسية في المحافل الدولية، تستمر مصر في مد يد العون عبر الرياضة، مما يعزز التضامن ويقوي الروابط الشعبية بين الشعبين المصري والفلسطيني.

 
Ask ChatGPT