كشف الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب "الإصلاح والنهضة"، عن أبرز التحديات والآمال التي يواجهها المشهد السياسي في مصر، مؤكدًا أن الإصلاح والتنمية الشاملة يمثلان حجر الأساس لأي تقدم حقيقي. وفي لقائه ببرنامج "المفاوض"، مع الإعلامي أحمد عز الدين، ألقى الضوء على الفجوة المتزايدة بين المواطن والسياسة، موضحًا أن كثيرًا من المواطنين لا يشعرون بارتباط مباشر بين السياسة وحياتهم اليومية، ويختزلون العمل السياسي في صورة النائب البرلماني، الذي يُنظر إليه أحيانًا كمن يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة.
وأكد الدكتور عبد العزيز أن جوهر العمل السياسي يكمن في "التفاوض"، حيث يقوم السياسي بدور الوسيط الذي ينقل مطالب وهموم الشعب إلى دوائر صنع القرار، محذرًا من النظرة السطحية التي تسيطر على عملية الاختيار داخل البرلمان.
وحول تقييمه لأداء البرلمان السابق، أشار إلى وجود "فجوة كبيرة وغير مبررة" بين المواطن وممثليه، مرجعًا ذلك إلى خلل في منظومة الاختيار، موضحًا أن "الكوادر السياسية"، وهي السلعة المفترضة في السوق الانتخابي، لا تزال غير قادرة على تلبية تطلعات الناخبين، وفي الوقت ذاته، فإن "المشتري" – أي المواطن – لم يكتسب بعد ثقافة الاختيار الرشيد، إذ يعتمد كثيرًا على الدعاية والوعود الزائفة بدلاً من التركيز على الكفاءة والبرامج الواقعية.
وتناول الدكتور عبد العزيز مفارقة لافتة في وعي المواطن المصري، إذ نجح عبر العقود في ترسيخ وعي جماعي بقضايا الأمن القومي ومواجهة التهديدات الخارجية، لكنه لا يزال يفتقر إلى الوعي الكافي عند اختيار ممثليه تحت قبة البرلمان. وعلل ذلك بضعف الجهود الموجهة لبناء فهم واضح بأن الخيارات السياسية تنعكس بشكل مباشر على قضايا يومية ملموسة مثل الإيجارات، وارتفاع الأسعار، والخدمات الأساسية.
واختتم الدكتور عبد العزيز بالتأكيد على أهمية غرس وعي جديد يربط بين اختيار "المفاوض الكفء" في البرلمان وبين جودة الحياة اليومية، موضحًا أن السياسة ليست رفاهية، بل هي الوسيلة التي يمكن من خلالها تحسين معيشة المواطنين وحماية مصالحهم على المدى البعيد.