على مدار أكثر من عشر سنوات في الحكم، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على توجيه خطابات سنوية في شهر يوليو، بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 وثورة 30 يونيو 2013. وتضمنت هذه الخطابات رسائل سياسية واقتصادية واجتماعية، تعكس مواقف الدولة وتوجهاتها في ظل التحديات والتحولات الداخلية والخارجية.
نستعرض فيما يلي أبرز ما قاله الرئيس في تلك الخطابات

يوليو 2014 – أول خطاب في ذكرى 23 يوليو بعد توليه الرئاسة

"ثورة 23 يوليو وضعت اللبنة الأولى لبناء الدولة الحديثة"
 
السياق: جاء الخطاب بعد شهر من تولي السيسي الحكم، في ظل اضطرابات سياسية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث سعى لتأكيد الاستمرارية التاريخية بين ثورتي يوليو ويونيو.
ترسيخ شرعية يوليو كنقطة انطلاق للدولة الوطنية الحديثة وربطها بثورة 30 يونيو.

 

يوليو 2016 – خطاب ذكرى 23 يوليو

"الثورة العظيمة وضعت مصر على طريق الاستقلال الحقيقي"
 
السياق: بعد عام من إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة.
الرسالة: التشبيه بين مشروع السد العالي بعد يوليو، ومشاريع البنية التحتية الحديثة التي تتبناها الدولة، كقناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية.

 

يوليو 2018 – ذكرى 23 يوليو

"الشعوب لا تنسى من ضحى لأجلها"
 
السياق: مع تزايد العمليات الإرهابية في سيناء، وفي ظل إطلاق "رؤية مصر 2030".
الرسالة: تكريم للجيش والشرطة، وتأكيد على استمرارية تضحيات الدولة منذ 1952 وحتى معارك الإرهاب.

 

يوليو 2019 – خطاب بمناسبة ثورة 23 يوليو

"الضباط الأحرار وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار"
 
السياق: قبل التعديلات الدستورية التي سمحت بتمديد فترة الرئاسة.
الرسالة: تأكيد على القيادة الوطنية كامتداد لمشروع يوليو في تحقيق السيادة والاستقرار.

 

يوليو 2020 – في ظل جائحة كورونا

"الدولة القوية قادرة على مواجهة الأزمات كما فعلت في يوليو 1952"
 
السياق: تفشي كورونا، أزمات اقتصادية عالمية، واستعداد مصر لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
الرسالة: ربط بين تحديات اليوم وتجارب البناء في عهد عبد الناصر، مع دعوة للتكاتف الشعبي.

 

يوليو 2021 – أول حديث مباشر عن "الجمهورية الجديدة"

"نبدأ الجمهورية الجديدة بروح ثورة يوليو، ولكن بأدوات الحاضر"
 
السياق: تدشين مشروعات العاصمة الإدارية، والتوسع في البنية التحتية.
الرسالة: إعلان رسمي عن الانتقال من مرحلة التأسيس إلى التنفيذ، مستلهمًا روح الثورة ومشروعها الوطني.

 

يوليو 2023 – مع اقتراب الانتخابات الرئاسية

"كما انتصر شعبنا في يوليو، سينتصر اليوم في معركته ضد الغلاء والتحديات"
 
السياق: أزمة اقتصادية حادة نتيجة التضخم العالمي، وانخفاض قيمة الجنيه.
الرسالة: تطمين داخلي، وربط بين صبر الشعب في الماضي والحاضر.

 

يوليو 2024 – قبل تعديل سياسات الدعم

"الثورة لم تكن فقط لتغيير الحكم بل لتغيير الوعي"
 
السياق: تسريبات عن خطط لتقليل الدعم تدريجيًا، وزيادة أسعار بعض الخدمات.
الرسالة: تمهيد للرأي العام لقبول الإصلاحات الاقتصادية، وتأكيد أن الهدف هو التنمية وليس التقشف.

يوليو 2025 – أحدث خطاب

"الوعي هو السلاح الحقيقي... كما علمتنا ثورة يوليو أن الكرامة لا تُهدى بل تُنتزع"
 
السياق: تصاعد الجدل السياسي مع اقتراب انتخابات البرلمان، واحتجاجات فئوية محدودة.
الرسالة: تذكير بتاريخ النضال الوطني، وتحفيز جماهيري لصالح استقرار الدولة في وجه الضغوط.

خلال أكثر من عشر سنوات، استخدم الرئيس السيسي خطابات يوليو كمنصة للتذكير بجذور الشرعية الوطنية، والربط الرمزي بين الماضي الثوري والمستقبل "الإصلاحي".
تحولت ثورة يوليو في خطاباته من حدث تاريخي إلى أداة بلاغية لاستدعاء الثقة في أوقات التحدي، وتعزيز سردية "الجمهورية الجديدة" التي يقودها بنفسه.