لم يكن محمد علي كلاي مجرد ملاكم استثنائي، بل كان رمزًا عالميًا للعدالة والاحتجاج السلمي، حيث تجاوزت شهرته الحلبات لتلامس قلوب الملايين بمواقفه السياسية الجريئة.

في خضم حرب فيتنام، اتخذ كلاي موقفًا تاريخيًا وشجاعًا رفض فيه التجنيد الإجباري والمشاركة في الحرب، مؤكدًا أن ذلك يتعارض مع معتقداته الدينية كمسلم.

بكل شجاعة، أعلن كلاي رفضه القاطع للقتال في فيتنام، قائلاً جملته الشهيرة التي أصبحت أيقونة في تاريخ المقاومة: "لا يوجد أي خلاف بيني وبين الفيتكونج".. وأوضح أن الفيتناميين لم يسيئوا إليه أو يطلقوا عليه ألقابًا عنصرية، مبررًا بذلك موقفه الإنساني والأخلاقي.

كان لرفض كلاي عواقب وخيمة، فقد أدين بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية، وجُرّد من ألقابه العالمية، وحُرم من ممارسة الملاكمة لعدة سنوات في أوج عطائه الرياضي؛ لكن هذه العقوبات لم تُثنِ عزيمته، بل زادته إصرارًا على مواقفه.

لم يتراجع كلاي عن قناعاته، وظل متمسكاً بمبادئه، معتبرًا أن الحرب كانت "غير أخلاقية" وتتعارض بشكل مباشر مع تعاليم القرآن الكريم.

لقد تحوّل موقف محمد علي كلاي إلى رمز للمقاومة السلمية والاحتجاج الضميري في جميع أنحاء العالم، لم تكن مواجهته مع الحكومة الأمريكية مجرد معركة شخصية، بل كانت صراعًا من أجل المبادئ وحق الإنسان في التعبير عن قناعاته، لا يزال يُذكر حتى يومنا هذا كأحد أبرز الأمثلة على النضال من أجل العدالة والحرية، متجاوزًا حدود الرياضة ليصبح أيقونة عالمية للإنسانية.