لم يكن كأس العالم 1934 في إيطاليا مجرد حدث رياضي، بل كان استعراضًا للقوة والدعاية للنظام الفاشي الذي يقوده الدوتشي بينيتو موسوليني.

استغل موسوليني شغف الشعب الإيطالي بكرة القدم لتعزيز سلطته وإرسال رسالة للعالم بأن إيطاليا قوية وموحدة تحت حكمه، لم يكن الفوز باللقب مجرد هدف رياضي، بل كان ضرورة وطنية لتحقيق أهداف سياسية.

​الضغط على المنتخب ​كانت أوامر موسوليني واضحة وصارمة للمدرب فيتوريو بوتسو ورئيس الاتحاد الإيطالي: "إيطاليا يجب أن تفوز بالبطولة".. كان الضغط هائلاً، ووصل إلى حد التهديد الصريح للاعبين والمدرب بأن الفشل ليس خيارًا.

هذه الأجواء المشحونة بالخوف والترهيب دفعت المنتخب الإيطالي لأداء التحية الفاشية قبل كل مباراة، كجزء من التعبئة الوطنية، لضمان الفوز، لم يتردد موسوليني في تجنيس عدد من اللاعبين الأجانب البارزين، مثل اللاعبين الأرجنتينيين ريموندو أورسي ولويس مونتي، اللذين لعبا دورًا حاسمًا في تحقيق اللقب. ​

مباريات مثيرة للجدل وتحيز تحكيمي ​لم تكن مسيرة المنتخب الإيطالي نحو اللقب سهلة؛ لكنها كانت محاطة بجدل تحكيمي كبير، بعد فوز سهل على الولايات المتحدة في دور الـ16، واجهت إيطاليا منتخب إسبانيا القوي في ربع النهائي.

كانت المباراة الأولى عنيفة وانتهت بالتعادل؛ لكنها شهدت قرارات تحكيمية مشبوهة، خاصةً تجاه المنتخب الإسباني الذي ادّعى تعرضه لظلم واضح، تم إعادة المباراة في اليوم التالي، وفازت إيطاليا بصعوبة بهدف نظيف وسط اتهامات متجددة بالتحيز.

استمرت المسيرة، حيث فازت إيطاليا على النمسا في نصف النهائي قبل أن تواجه تشيكوسلوفاكيا في النهائي.

​النهائي والانتصار المرير ​في المباراة النهائية، تقدمت تشيكوسلوفاكيا بهدف قبل نهاية الوقت الأصلي، مما أدخل الرعب في قلوب الإيطاليين؛ لكن ريموندو أورسي، اللاعب المجنس، سجل هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، لتذهب المباراة إلى الوقت الإضافي. وفي الدقيقة 95، سجل أنجيلو سكيافيو هدف الفوز لإيطاليا، ليمنح موسوليني انتصاره الذي خطط له.

وعلى الرغم من أن إيطاليا فازت باللقب، إلا أن هذا الفوز لم يكن بريئًا، فقد أظهر بوضوح كيف يمكن أن تتداخل الرياضة بشكل عميق مع السياسة، ليصبح كأس العالم 1934 رمزًا لاستغلال الديكتاتوريات للرياضة في تحقيق أهدافها.