أكد اللواء أركان حرب شبل عبد الجواد، رئيس قطاع مكافحة الإرهاب بالمنطقة العربية وقائد الشرطة العسكرية الأسبق والخبير العسكري، أن المفاوضات بشأن الهدنة في قطاع غزة تمر بحالة من الجمود، حيث لم تقدم إسرائيل ردًا رسميًا حتى الآن على المقترح الأخير الذي قدمته الوساطة المصرية والقطرية.

 

وأوضح اللواء، في تصريح خاص لـ"خمسة سياسة"، أن كلاً من إسرائيل وحركة حماس يتمسكان بشروط متعارضة، مما يعرقل التوصل إلى اتفاق في ظل استمرار الكارثة الإنسانية وتدمير البنية التحتية في القطاع.

 

وأشار اللواء عبد الجواد إلى تفاصيل المقترح المصري القطري الذي قُدم لإسرائيل، والذي ينص على هدنة لمدة 60 يومًا يتم خلالها تبادل للأسرى. إلا أن هذا المقترح قوبل بشروط إسرائيلية، حيث رفض الجانب الإسرائيلي الإفراج عن الرموز الفلسطينية القيادية الموجودة في سجونه، وهو شرط أساسي بالنسبة لحركة حماس التي تتمسك به، مما أدى إلى توقف المباحثات عند هذه النقطة.

 

وحذر الخبير العسكري من أن إسرائيل لديها خطة ممنهجة لتفريغ غزة من أهلها، وتستعد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على القطاع بالكامل بهدف دفع الحشود الفلسطينية في اتجاه مدينة رفح، واصفًا ذلك بأنه "مسلسل تهجير" ما زالت إسرائيل تسعى لتنفيذه.

 

وفي هذا السياق، ربط اللواء عبد الجواد بين هذه التطورات والزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس المصري إلى المملكة العربية السعودية، معتبرًا إياها تأتي في إطار التنسيق المصري السعودي لمواجهة مخطط التهجير ووقف الضغط الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

كما تطرق إلى الضغوط الخارجية التي تتعرض لها مصر، مؤكدًا أن ما يحدث من احتجاجات أمام السفارات المصرية بالخارج ما هو إلا "ورقة ضغط" لتضييق الخناق على مصر وإجبارها على الرضوخ. واتهم الكيان الصهيوني بتنظيم هذه المظاهرات بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين وداعميهم من السوريين في الخارج، بالإضافة إلى حملات الشائعات التي تروجها قنوات إعلامية معادية بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي.

 

ووجه اللواء عبد الجواد انتقادًا حادًا لقيادة حركة حماس "الحمساوية" التي تركت غزة وغادرت الأراضي الفلسطينية قبل 7 أكتوبر، متسائلاً: "لماذا لم تتواجدوا داخل قطاع غزة؟ ولماذا تتركون أهلكم للإبادة؟".

 

وشدد على أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تحركت لمساعدة غزة ولم تتوقف عن مد يد العون، في حين صمت المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان. 

وأضاف: "أين حقوق الإنسان عندكم تجاه ما يحدث في غزة؟ أم أنكم لا تظهرون هذه الورقة إلا عندما تريدون إسقاط الدول؟".

 

واختتم اللواء شبل عبد الجواد تصريحاته برسالة قوية، مؤكدًا أن مصر وجيشها وشعبها سيظلون شوكة في ظهر كل من يريد بها سوءًا، وأنها عصية على كل المؤامرات. ورفض مقولة "الدور على مصر"، قائلاً إن الجيش المصري جيش وطني للدفاع عن أرضه وليس للاعتداء، لكنه استدرك قائلاً: "إذا فُرض علينا القتال، سنقضي على الأخضر واليابس، وسنبيد من أمامنا. نحن لا نبدأ بالعدوان، ولكن إذا فُرض علينا، لن ينال منا كل معتدٍ إلا ما يرضينا".