في ظل الأجواء السياسية التي تشهدها مصر استعدادًا لانتخابات مجلس النواب، أجرى موقع خمسة سياسة حوارًا خاصًا مع كمال حسنين، رئيس حزب الريادة وأمين تنظيم تحالف الأحزاب المصرية، للحديث عن وضع الأحزاب، التحالفات الانتخابية، والتحديات المقبلة.

بدايةً، حدثنا عن حزب الريادة وما الذي يميزه عن باقي الأحزاب المصرية؟

حزب الريادة تأسس عام 2014، وهو جزء من المشهد السياسي الذي يضم نحو 94 حزبًا، دور أي حزب سياسي يتمثل في إعداد كوادره للمشاركة في الانتخابات، سواء برلمانية أو محلية، لذلك نعمل على إعداد الشباب والمرأة والكوادر السياسية بشكل عام.

في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة شاركنا بأربعة مرشحين، وضمن تحالف الأحزاب المصرية كنا ثاني أكبر تحالف بعد حزب مستقبل وطن، حيث دفعنا بـ51 مرشحًا في 17 محافظة.

واستعدادًا لانتخابات مجلس النواب المقبلة، فتحنا الباب لتلقي طلبات الترشح في الحزب وفي التحالف، وهناك لجنة برئاسة النائب تيسير مطر ستعمل على تنسيق المقاعد لتجنب المنافسة بين أحزاب التحالف داخل الدائرة الواحدة.

هل واجهت عقبات في بداية رئاستك للحزب؟

لم أواجه صعوبات تُذكر، فالحزب تأسس بعد حملة دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014، وكان معظم مؤسسي الحزب – وعددهم نحو 7 آلاف – من المشاركين في هذه الحملة، كثيرون منهم أرادوا كيانًا سياسيًا يجمعهم بعد التجربة، فكان تأسيس حزب الريادة هو النتيجة الطبيعية.

كيف ترى وضع الأحزاب في مصر الآن؟

أُؤرخ لوضع الأحزاب بفترتين: ما قبل "إفطار العائلة المصرية" في أبريل 2023، وما بعده، قبل هذه الدعوة لم يكن للأحزاب حضور إعلامي أو لقاءات مع القيادة السياسية.

لكن بعد أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى "حوار سياسي"، انطلقت الأحزاب في المشاركة بالحوار الوطني، ثم صارت جزءًا من المشهد الإعلامي والسياسي، وأصبحت حاضرة في لقاءات الرئيس المختلفة.

أستطيع أن أقول إن هذه الدعوة كانت بمثابة "قبلة الحياة" للأحزاب المصرية، وعلى رأسها حزب الريادة، الذي وجد مساحة حقيقية للحضور والتأثير.

ما تقييمك لتجربة "القائمة الوطنية" في انتخابات مجلس الشيوخ والنواب السابقة؟

القائمة الوطنية كانت ضرورة فرضتها الظروف المحيطة بالدولة المصرية، حيث اجتمعت أحزاب ذات توجهات متباينة – من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار – من أجل مصلحة الوطن، وذلك يعكس أن الأحزاب، رغم اختلافها، قادرة على الاتحاد عند مواجهة التحديات، مع استمرار المنافسة الشريفة على المقاعد الفردية، وأؤيد فكرة القائمة الوطنية لأنها تعزز وحدة الصف في مرحلة حساسة.

ما أبرز القضايا التي ينبغي مناقشتها في الفترة المقبلة داخل البرلمان؟

القضايا الرئيسية التي تهم كل بيت مصري هي التعليم والصحة والاقتصاد، الدولة بدأت بالفعل في معالجة العجز المالي وتعزيز الاحتياطي النقدي، وهناك اكتشافات جديدة في مجال الغاز، بالإضافة إلى مشروعات قومية كبرى.

أرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنقذ مصر في 30 يونيو من الفاشية الدينية، ثم بدأ بناء مصر الحديثة بمشروعات قومية وتنموية، أبرزها مبادرة "حياة كريمة" التي تخدم نحو 60 مليون مواطن، كما شهدنا تمكينًا غير مسبوق للمرأة والشباب في الحياة السياسية، حيث ضمن الدستور ربع مقاعد البرلمان للمرأة، فضلًا عن تمثيل واسع للشباب في مجلسي النواب والشيوخ، وسيتعزز دورهم أكثر في المجالس المحلية المقبلة.

هل هناك كلمة أخيرة تود أن توجهها للناخبين؟

أدعو جميع المواطنين إلى ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة في الانتخابات، فهي الطريق لتعزيز الديمقراطية وبناء مستقبل أفضل لمصر.