شهدت منطقة المغالق بالشرابية واقعة غريبة أثارت جدلاً واسعًا بين الأهالي، بعدما قاد النائب البرلماني إيهاب العمدة، عضو مجلس النواب عن الدائرة، جلسة صلح بين عائلتين متخاصمتين.
فبينما كان الهدف من الجلسة إنهاء الخصومة وعودة الهدوء إلى المنطقة، فوجئ الحضور بطلب غير مألوف من النائب، حيث أصر على أن يقدم أحد أطراف النزاع خروفًا للطرف الآخر، وهو من مؤيديه، على أن يُغطى الخروف بـ"كفن" كشرط للتصالح والتنازل عن محضر الشرطة.
وبالفعل، وتحت ضغط الأجواء، وافق الطرف الآخر على شراء الخروف، وقام بتغطيته بالكفن كما فُرض عليه.
هذا المشهد غير المسبوق أثار استياءً واسعًا بين أهالي الشرابية، الذين اعتبروا ما حدث تجاوزًا خطيرًا وسلوكًا يسيء لكرامة أبناء المنطقة.
واعتبر كثير منهم أن إجبار أحد المتخاصمين على تقديم "خروف بكفن" يمثل انحيازًا صريحًا من نائب البرلمان لأحد أنصاره، وهو ما لا يتوافق مع دوره كنائب يمثل جميع المواطنين.
وأشار الأهالي إلى أن ما جرى يُعيد للأذهان واقعة قديمة شهدتها منطقة عين شمس قبل سنوات، حينما أُجبر أحد الأشخاص على حمل كفنه وتصويره بشكل مُهين، وهي القضية التي انتهت بمحاكمة الجناة والحكم عليهم بالسجن عشر سنوات، في رسالة واضحة من الدولة برفض مثل هذه الأفعال.
الغضب الشعبي في الشرابية تصاعد، خاصة وأن الأهالي كانوا يتوقعون من نائبهم أن يكون قدوة في تطبيق القانون والحفاظ على صورة الدولة، لا أن يُلزم طرفًا بتقديم "كفن" في جلسة صلح.
وطالب العديد من أبناء الدائرة النائب إيهاب العمدة بتقديم اعتذار علني، مؤكدين أن احترام القانون والعدالة يجب أن يكون فوق أي اعتبارات شخصية أو مجاملة للأنصار.
وبينما تتواصل ردود الفعل الغاضبة، يرى مراقبون أن مثل هذه الوقائع تفتح النقاش مجددًا حول ضرورة ضبط أدوار نواب البرلمان في مثل هذه الجلسات العرفية، بحيث لا تتعارض مع هيبة القانون ولا تمس كرامة المواطنين.