في إطار متابعته المستمرة لما يدور في دوائر الفكر والبحث العالمية، أعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن رصده لنتائج أبرز استطلاعات الرأي التي أجرتها نحو 250 مؤسسة فكرية وبحثية حول العالم، وذلك بهدف التعرف على اتجاهات الرأي العام الدولي تجاه قضايا سياسية واقتصادية وثقافية وصحية تمس المواطن بشكل مباشر. 

 

وأوضح المركز أن هذه المتابعات تصدر بشكل دوري في نشرة بعنوان "نظرة على استطلاعات الرأي العالمية"، لتشكل في مجملها مرجعًا يساعد على فهم المزاج العام العالمي وما ينعكس منه على القضايا الإقليمية والمحلية.

 

ومن بين النتائج اللافتة، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوجوف" في عدد من الدول الغربية عن ارتفاع المخاوف من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة خلال العقد المقبل.

 

حيث رأى أكثر من نصف الفرنسيين والإسبان أن هذا الاحتمال قائم، بينما اعتقد 44% من الإيطاليين أن مثل هذه الحرب ستؤدي إلى فقدان غالبية سكان العالم حياتهم.

 

كما رجحت أغلبية من مواطني بريطانيا وألمانيا أن أي مواجهة كبرى ستشهد استخدامًا للأسلحة النووية، فيما عبر 85% من البريطانيين عن قلقهم من التوترات المتصاعدة بين أوروبا وروسيا.

 

وفي استطلاع آخر شمل سبع دول أوروبية، أبدى معظم المبحوثين تحفظهم على امتلاك بلادهم لترسانة نووية جديدة، بينما دعم الفرنسيون والبريطانيون استمرار بلدانهم في الاحتفاظ بالأسلحة النووية الحالية.

 

كما رفضت نسب كبيرة من الإسبان والسويديين السماح بتمركز أسلحة نووية أمريكية على أراضيهم، في إشارة إلى تصاعد المخاوف من سباق التسلح داخل القارة.

 

أما فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، فقد أظهر استطلاع لمؤسسة "إبسوس" أن 63% من المبحوثين في 29 دولة يخشون أن يؤدي غياب موقف دولي حازم إلى توسع العمليات العسكرية الروسية.

 

في المقابل، فضلت أغلبية كبيرة في دول آسيوية وأوروبية تجنب التورط العسكري المباشر، معتبرة أن الحلول السلمية تظل الخيار الأفضل.

 

وعلى الجانب الاقتصادي والاجتماعي، رصد المركز نتائج استطلاع لمؤسسة "ديلويت" كشف أن جيل الألفية وجيل زد يعتبران تكاليف المعيشة الهاجس الأكبر في حياتهم اليومية، يليها القلق من البطالة وعدم الاستقرار المالي على المدى الطويل.

 

كما أظهرت استطلاعات أخرى أن 79% من الأوروبيين يعتبرون الثقافة جزءًا أساسيًا من هويتهم، فيما رأى 87% أن المشاركة في الفعاليات الفنية تحسن من صحتهم النفسية والجسدية، مؤكدين أهمية التراث والفنون في تعزيز التنمية الاقتصادية وتعميق الانتماء الأوروبي.

 

وفي المجال الصحي، أوضح استطلاع لمؤسسة "إيدلمان" أن الثقة الأكبر للمواطنين ما زالت تُمنح للمستشفيات والأطباء الشخصيين بنسبة تفوق 80%، بينما حصلت المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام على نسب أقل بكثير.

 

وأكد 53% من المشاركين أن ارتفاع تكاليف العلاج يمثل العائق الأبرز أمام حصولهم على رعاية صحية أفضل.

 

كما بيّنت دراسة لشركة "إبسوس" في 18 دولة أن 70% من العملاء يفضلون العلامات التجارية التي تضمن لهم تجربة جيدة، وهو ما يعكس تزايد أهمية ثقة المستهلك في بناء علاقة مستدامة مع الأسواق العالمية.