أكثر من عامين مرّا على الحرب الروسية الأوكرانية؛ لكنّ تأثيرات الحرب لا تزال تتردّد أصداؤها في كلّ ركن من أركان المجتمع الأوكراني، لم يسلم عالم الرياضة من هذه التبعات، حيث تحوّلت الملاعب إلى ساحات للدمار، وتلاشت أحلام الرياضيين تحت وطأة القصف، يسلّط هذا التقرير الضوء على الأثر العميق الذي خلّفته الحرب على الرياضيين الأوكرانيين، الذين يواجهون تحدّيات غير مسبوقة على الصعيدين المهني والشخصي.
تسبّب القصف الروسي في تدمير أو إلحاق أضرار بالغة بالعديد من المنشآت الرياضية في مختلف أنحاء أوكرانيا، الملاعب، الصالات الرياضية، وحمّامات السباحة التي كانت في يوم من الأيام مراكز لتدريب وتطوير المواهب، هذا الدمار حرم الرياضيين من الأماكن اللازمة للتدريب، ممّا أثّر بشكل مباشر على مستواهم الفنّي.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فالحرب أدّت إلى توقّف أو تعليق العديد من البطولات والمسابقات المحلية، ممّا حرم الرياضيين من المنافسة، وهي جزء أساسي من تطورهم، حتى عندما استؤنفت بعض المسابقات، كان ذلك يتمّ بشروط استثنائية، مثل اللعب في ملاعب خالية أو في دول مجاورة، ممّا أضعف من روح التنافسية.
على الصعيد الشخصي، يواجه الرياضيون تحدّيات وجودية، الكثير منهم فقدوا منازلهم، والبعض فقدوا أحبّاءهم، بعض الرياضيين اضطروا للانضمام إلى الجيش للدفاع عن وطنهم، تاركين مسيرتهم الرياضية خلف ظهورهم، آخرون اختاروا مغادرة البلاد والبحث عن ملاذ آمن، وهو ما يُعرف بـ"شتات الرياضيين".. هذا الشتات ألقى بهم في بيئات جديدة، ومعاناة التكيّف معها، والتغلب على الوحدة والشعور بالانفصال عن الوطن.