لطالما كانت العلاقة بين الرياضة والسياسة معقدة، وفي بعض الأحيان، تكون المباريات أكثر من مجرد لعبة، هذا ما حدث مؤخراً في مباراة منتخب مصر وإثيوبيا ضمن تصفيات كأس العالم، حيث تجاوزت أحداث الملعب حدود المستطيل الأخضر لتلامس الخلافات السياسية القائمة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة.
في مباراة مهمة، تمكن المنتخب المصري من تحقيق فوز مستحق بهدفين نظيفين على المنتخب الإثيوبي، لم يكن هذا الفوز مجرد نتيجة في مباراة تصفيات، لعب المنتخب المصري بتكتيك عالٍ، وأظهر سيطرة واضحة على مجريات المباراة، مما أسفر عن فوز مستحق أبهج الجماهير المصرية.
كان الأداء على أرض الملعب بمثابة رسالة قوية تؤكد أن الروح القتالية المصرية حاضرة، ليس فقط في القضايا السياسية، بل في الميادين الرياضية أيضاً.
بعد المباراة، قدمت إثيوبيا شكوى رسمية ضد مصر، زاعمة أن الجمهور المصري استخدم أجهزة الليزر للتأثير على أداء اللاعبين الإثيوبيين، في حين أن استخدام الليزر قد يكون ظاهرة موجودة في بعض الملاعب، إلا أن توقيت هذه الشكوى وأهمية المباراة جعل الكثيرين يربطونها مباشرة بالخلافات السياسية بين البلدين.
الشكوى الإثيوبية لم تكن مجرد اعتراض رياضي، بل يمكن قراءتها كجزء من الصراع المستمر بين البلدين، فإثيوبيا، التي تبدو وكأنها لم تتقبل الهزيمة الرياضية، وجدت في هذه الشكوى وسيلة لإرسال رسالة احتجاج غير مباشرة، قد يكون دافعها الأساسي هو التوتر السياسي وليس مجرد مخالفة رياضية.
المباراة بين مصر وإثيوبيا لم تكن مجرد تنافس رياضي؛ بل تحولت إلى مسرح للرسائل السياسية، حيث جاءت الشكوى الإثيوبية لتعكس التوتر الذي يسيطر على العلاقات الدبلوماسية، هذا الموقف يؤكد مرة أخرى أن الرياضة ليست منعزلة عن سياقها السياسي والاجتماعي، ففي أوقات التوتر، قد تتحول أي مباراة إلى ساحة للتعبير عن المشاعر الوطنية والقومية، بل وتصبح وسيلة للتنفيس عن الاحتقان السياسي.