شهد العراق فجر اليوم الثلاثاء هجمات بطائرات مسيرة مجهولة استهدفت رادارات في قاعدتين عسكريتين رئيسيتين، هما معسكر التاجي شمال بغداد وقاعدة الإمام علي الجوية قرب الناصرية جنوب البلاد. لم تسفر الهجمات عن أي خسائر بشرية، واقتصرت الأضرار على الجانب المادي بتدمير أنظمة الرادار المستهدفة.
استهدفت إحدى الطائرات المسيرة رادارًا لعملية الكشف الجوي في معسكر التاجي، بينما طالت هجمات أخرى مركز الاتصالات الذي يضم رادارات في قاعدة الإمام علي الجوية بمحافظة ذي قار.
تشير التقارير إلى أن الرادار المستهدف في إحدى القواعد هو من طراز (GM-400) الفرنسي، وهو من الأنظمة الحديثة التي يمتلكها الجيش العراقي.
أكدت السلطات العراقية عدم وقوع أي إصابات بشرية نتيجة هذه الهجمات. وقد أمر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بفتح تحقيق فوري وشامل لكشف ملابسات هذه الاعتداءات وتحديد الجهات المسؤولة عنها. حتى الآن، لم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات.
تأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع الأنباء عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والحديث عن هجوم إيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر. نفى مصدر مقرب من الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران أي تورط لهذه المجموعات في الضربات.
وتتزايد التكهنات حول الجهة المنفذة، حيث يربط البعض الهجمات بجماعات مسلحة محلية، بينما يرجح آخرون ارتباطها بالصراع الإقليمي، لا سيما مع تقارير سابقة أشارت إلى احتمالية استهداف إسرائيل لرادارات في العراق لتسهيل تحركاتها الجوية. وقد حذر العراق مرارًا من مغبة "توسيع رقعة المواجهة وتصاعد حدة التوتر الإقليمي" على أراضيه.