قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار إلغاء الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر وعيد الشهداء في سوريا يحمل أبعادًا سياسية واضحة أكثر من كونه إجراءً إداريًا، مؤكدًا أن الخطوة «تعكس مساومات وصفقات بين القيادة السورية الحالية والحكومة الإسرائيلية».

 

وأوضح بيومي في تصريحات خاصة لـ"خمسة سياسة" ، أن التخلي عن إحياء ذكرى نصر تاريخي «أمر لا يليق بأي دولة حققت إنجازًا وطنيًا بهذا الحجم»، مشيرًا إلى أن «النظام السوري يبدو أنه يسعى لإرضاء بعض وجهات النظر الإسرائيلية والأمريكية في إطار تفاهمات سياسية معينة».

وأكد أن هذا القرار لا يعبر عن الشعب السوري، الذي وصفه بأنه «من أكثر الشعوب قربًا وودًا للشعب المصري»، مضيفًا: «العلاقات الشعبية بين مصر وسوريا ستظل قوية ومتينة، لكن على المستوى الرسمي ستعامل القاهرة النظام السوري بما يستحقه من موقف سياسي».

وشدد بيومي على أن إلغاء ذكرى أكتوبر لن يمحو التاريخ، قائلاً: «من يستطيع أن يُلغي التاريخ؟ الحلفاء ما زالوا يحتفلون بانتصارهم على ألمانيا رغم أنهم أصبحوا شركاء في الاتحاد الأوروبي، فلماذا تُلغى ذكرى الانتصار على العدو الإسرائيلي؟».

وختم مساعد وزير الخارجية الأسبق تصريحه بالتأكيد على أن القرار سيثير جدلًا واسعًا داخل سوريا، لأن «العالم العربي يدرك تمامًا أن القيادة السورية الحالية خاضعة بشكل أو بآخر لتأثيرات أمريكية وإسرائيلية، وتظن أن تلك التنازلات ستُبقيها على الكرسي».