قالت الدكتورة ضحى هلال، الباحثة في الشؤون السياسية والدولية، إن توقيت إلغاء سوريا عطلة حرب السادس من أكتوبر، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الثانية والخمسين للنصر المجيد، لا يمكن فهمه بحسن نية على الإطلاق، مشيرة إلى أن القرار يأتي في ظل سياقات إقليمية حساسة وتفاهمات سورية ـ إسرائيلية تم طرحها خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضافت هلال، في تصريحات خاصة لـ"خمسة سياسة"، أن إلغاء العطلة لا يتماشى إلا مع الرؤية والسردية الإسرائيلية بشأن النصر المصري والعربي في أكتوبر، موضحة أن هذه الخطوة تُعد «محاولة لتفريغ الانتصار من رمزيته الوطنية والعربية».
وأكدت الباحثة أن حتى الحديث عن "هوية وطنية سورية جديدة" لا يبرر طمس التاريخ، قائلة: «الأمم لا تستقيم إلا بتخليد تاريخها، خاصة إذا كان بطوليًا ومشرّفًا مثل حرب أكتوبر، وخطورة هذا القرار تمتد إلى الأجيال المقبلة التي يُعاد تشكيل وعيها بمعزل عن بعدها العربي».
وشددت على أن حرب أكتوبر ليست نصرًا مصريًا فقط، بل انتصارًا عربيًا دوليًا فريدًا، إذ لم تحقق أي دولة أو كيان عربي إنجازًا مشابهًا في التاريخ الحديث.
وأشارت هلال إلى أن القرار قد يُفسَّر إقليميًا بأنه خروج من السرب العربي المشترك، ورسالة ضمنية بأن "المواجهة مع تل أبيب لم تعد أولوية لدى الإدارة السورية الحالية"، رغم التصعيدات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة داخل العمق السوري.
وتساءلت الباحثة: «كيف سيتم تدريس حرب أكتوبر في المناهج السورية بعد هذا القرار؟ وهل ستظل جزءًا من التاريخ البطولي العربي والمصري والسوري؟»
واختتمت تصريحاتها بالقول إن الفترة المقبلة ستكشف بوضوح الدوافع الحقيقية وراء القرار، وستحدد ملامح سياسات دمشق الجديدة تجاه ذاتها وتجاه امتدادها العربي.