أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل، بتعرض محيط السوق الكبير في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لقصف مدفعي عنيف شنته قوات الدعم السريع، في تصعيد خطير جديد ضمن المعارك الدائرة في الإقليم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وبحسب ما نقلته القناة، فإن القصف وقع صباح اليوم الأحد، واستهدف مواقع حيوية قريبة من السوق المركزي، الذي يُعد قلب النشاط التجاري والاقتصادي في المدينة، مما أثار حالة من الذعر بين المدنيين وأجبر العديد منهم على الفرار إلى مناطق أكثر أمانًا داخل المدينة، أو التوجه نحو مخيمات النازحين المحيطة بالفاشر.

وتشهد مدينة الفاشر منذ عدة أسابيع معارك ضارية، بعدما باتت المدينة الملاذ الأخير لقوات الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد سقوط مدن نيالا والجنينة وزالنجي والضعين في قبضة الدعم السريع خلال الأشهر الماضية. وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية كبرى نظرًا لموقعها الجغرافي في شمال دارفور، وقربها من الطرق المؤدية إلى ليبيا وتشاد، فضلًا عن احتوائها على مخزون حيوي من المساعدات الإنسانية والمقرات الأممية.

وأفادت مصادر ميدانية أن القصف المدفعي الذي شنته قوات الدعم السريع تركز على أطراف السوق الكبير ومناطق قريبة من مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، كما سُمع دوي انفجارات قوية ترددت في أرجاء المدينة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في عدد من المحال التجارية ومنازل المدنيين.

ولم تصدر حتى الآن بيانات رسمية من الجيش السوداني أو من مكتب والي شمال دارفور حول حصيلة الضحايا أو الأضرار، في حين تتحدث تقارير محلية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء القصف، بينهم نساء وأطفال.

في السياق ذاته، حذّرت منظمات دولية من خطورة الوضع الإنساني في الفاشر، حيث يعيش ما يزيد عن نصف مليون شخص في المدينة ومحيطها، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية التي بات وصولها مهددًا بسبب تدهور الوضع الأمني واشتداد المعارك.

وتأتي هذه التطورات بينما تعثرت كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط اتهامات متبادلة بخرق اتفاقات الهدنة وارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.

وباتت مدينة الفاشر تمثل نقطة مفصلية في مسار الحرب السودانية، حيث يُتوقع أن تتصاعد المواجهات في الأيام المقبلة في حال عدم تدخل المجتمع الدولي للضغط على طرفي النزاع للعودة إلى طاولة التفاوض ووقف التصعيد العسكري.