في ظل الصخب المعتاد في العاصمة المصرية القاهرة، اندلع حريق مروّع في سنترال رمسيس، أحد أهم وأقدم السنترالات في مصر.
ولا يُعد هذا السنترال عاديًّا، إذ تُعتبر أهمية سنترال رمسيس محورية، فقد بدأ تشغيله عام 1927 بافتتاح من الملك فؤاد الأول، مما يجعله القلب النابض لشبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت في مصر.
أهمية سنترال رمسيس في البنية التحتية للاتصالات
يضم سنترال رمسيس السويتشات الرئيسية لشبكات الإنترنت والهاتف الأرضي، إضافة إلى كوابل فايبر أوبتك (الألياف الضوئية) الرئيسية التي تربط جميع محافظات الجمهورية. كما يُغطي خدمات الاتصالات في أغلب المناطق المحيطة، مما يجعل أي عطل فيه مؤثرًا على البنية التحتية الرقمية في مصر.
اهتمام عالمي بحريق سنترال رمسيس وتأثيره على الإنترنت
تفاعلت عدة وكالات أنباء عالمية مع خبر حريق سنترال رمسيس وتأثيره على خدمات الإنترنت والاتصالات في أنحاء جمهورية مصر العربية.
ذكرت CNN – دبي، الإمارات العربية المتحدة، أن الحريق اندلع من سطح المبنى وامتد إلى الطوابق السفلية، وتحديدًا داخل إحدى صالات الطابق المخصص لمشغلي خدمات الاتصالات، قبل أن ينتشر إلى أدوار أخرى نتيجة شدته.
أما وكالة Reuters، فأكدت أن الحريق أسفر عن إصابة 14 شخصًا، من بينهم عناصر من فرق الطوارئ، وأن الحادث تسبب في تراجع سرعة الإنترنت في مصر بنسبة 62% من المعدل الطبيعي، مرجّحة أن يكون السبب ماس كهربائي.
نوصي بقراءة : بالبيانات| حريق سنترال رمسيس يُوقف الإنترنت ويُعطل البورصة.. ماذا حدث في 7 يوليو؟
شلل جزئي في البنية التحتية الرقمية وانعكاسات اقتصادية
أشارت صحيفة Daily News Egypt إلى أن آثار الحريق لم تتوقف عند الإصابات البشرية، بل تسببت في شلل شبه كامل في البنية التحتية الرقمية. وقد انعكست تداعيات الحادث سريعًا على الأسواق المالية، إذ أعلنت البورصة المصرية تعليق التداول، كما أصدرت بنوك كبرى في مصر، مثل البنك الأهلي وبنك مصر، بيانات اعتذار بشأن توقف الخدمات المصرفية الإلكترونية نتيجة الحادث.
موقف السلطات المصرية واستجابة عاجلة
من جانبها، أوضحت وكالة Associated Press أن الحادث أثّر مؤقتًا على خدمات الاتصالات في محافظات مصر، لا سيما في القاهرة والجيزة، وأشادت بسرعة استجابة السلطات وفرق الإنقاذ التي نقلت جميع المصابين إلى المستشفيات، مع بدء استعادة تدريجية لخدمات الإنترنت والمكالمات خلال فترة وجيزة.
كما أكدت وكالة Xinhua الصينية كفاءة فرق الإطفاء المصرية وسرعتها في السيطرة على النيران، مما منع تطور الحادث إلى كارثة اتصالات وطنية.
تحليلات تقنية لحجم الضرر
أفادت منظمة NetBlocks المتخصصة في مراقبة الإنترنت عالميًّا، أن بيانات الشبكة أظهرت تراجع الاتصال الوطني بنسبة 62% بسبب الحريق، إلا أن الخدمة بدأت بالعودة تدريجيًّا، مع استمرار الجهود لاستعادة الوضع الطبيعي.
نوصي بقراءة : حريق سنترال رمسيس والعودة الي ثمانينات القرن الماضي
إشادة دولية باستجابة مصر وخطة حكومية للتعويض
أكدت معظم الوكالات الإعلامية الدولية أن الاستجابة المصرية لحريق سنترال رمسيس كانت على قدر الحدث، وأشادت بسرعة التعامل الحكومي الذي حال دون تفاقم الأزمة.
وفي هذا السياق، تعهدت الحكومة المصرية بإعادة تشغيل جميع الخدمات الرقمية والاتصالات المتأثرة، وأكدت وجود نسخ احتياطية للبيانات التي تلفت نتيجة الحريق، مما طمأن المواطنين والشركات المتضررة.
زيارة رسمية وتوجيهات مباشرة
زار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت موقع الحريق، ووجه بتعويض جميع المستخدمين المتضررين من انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات، في خطوة تعكس حرص الدولة على سرعة التعافي الرقمي وتقديم الدعم للمتضررين.
نوصي بقراءة : حريق سنترال رمسيس.. الدولة تحت الاختبار بعد تعطل الاتصالات والطوارئ في قلب القاهرة