شهدت منطقة وسط القاهرة، أمس الأثنين 7 يوليو 2025، حادثًا كبيرًا إثر اندلاع حريق هائل داخل مبنى "سنترال رمسيس" التابع لشركة المصرية للاتصالات (Telecom Egypt)، وهو أحد أكبر مراكز تشغيل خدمات الاتصالات والإنترنت في البلاد.

وكانت التكلفة البشرية لحريق سنترال رمسيس كبيرة، فقد أودى الحريق بحياة أربعة أشخاص، لتُسجل بذلك خسائر في الأرواح لا يمكن تعويضها، تاركًا وراءه أسرًا مفجوعة بفقدان أحبائها.


إلى جانب ذلك، أسفر الحريق عن إصابة 32 شخصًا إصابات استدعت نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وهو ما يعكس شدة الحادث وخطورته على الموجودين في المكان وقت اندلاعه.

كما تلقى 14 مصابًا آخرين إسعافات ميدانية في موقع الحادث، دون الحاجة إلى نقلهم للمستشفى، وهو ما يشير إلى انتشار حالات الاختناق أو الإصابات الطفيفة نتيجة الدخان أو التدافع.

 

 

وتنوّعت الإصابات الناتجة عن حريق سنترال رمسيس بين حالات اختناق وإصابات جسدية أخرى، حيث شكّلت حالات الاختناق النسبة الأكبر من إجمالي المصابين، بواقع 90%، نتيجة استنشاق الدخان الكثيف الناتج عن الحريق.


أما الإصابات الجسدية الأخرى، مثل الحروق أو الكسور أو الجروح الناتجة عن التدافع ومحاولات الهروب، فقد مثّلت نحو 10% من مجمل الإصابات.

 

 

بدأ الحريق في الطابق السابع من المبنى، داخل غرفة تحتوي على معدات رئيسية لتشغيل الخدمة، وامتدت ألسنة اللهب إلى الأدوار العليا بسرعة شديدة، مما اضطر فرق الإطفاء إلى إخلاء المبنى بالكامل.

استغرقت عملية السيطرة على النيران ما يقارب 6 ساعات متواصلة، وسط تحذيرات من احتمال انفجارات بسبب احتكاك الكابلات الكهربائية وكثافة المعدات التقنية المتضررة.

وأرجعت التحقيقات الأولية سبب الحريق إلى ماس كهربائي، وهو ما أكدته مصادر من الدفاع المدني.

لم يقتصر الحدث على الجانب الإنساني فقط، بل امتد أثره إلى انقطاع واسع في خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في العديد من المناطق، خاصةً القاهرة والجيزة.

ووفقًا لبيانات نشرها موقع NetBlocks تأثرت خدمات الإنترنت في مصر بشكل ملحوظ نتيجة حريق سنترال رمسيس.

وأظهرت نسب التأثر تفاوتًا كبيرًا بين مقدمي الخدمة، حيث سجلت «تي إي داتا» أعلى نسبة تأثر بلغت 82%، تلتها «فودافون» بنسبة 67%، ثم «راية تليكوم» بنسبة 37%. بينما جاء التأثر أقل لدى «اتصالات مصر» بنسبة 10% و«أورانج» بنسبة 2% فقط.

 


كما كشفت بيانات موقع Down Detector أن أغلب المستخدمين في مصر عانوا من انقطاع مباشر في خدمات الإنترنت خلال الساعات التي أعقبت حريق سنترال رمسيس.

 

ووفقًا لـ down detector، فإن 56% من المستخدمين أبلغوا عن انقطاع الإنترنت فقط، في حين واجه 31% منهم انقطاعًا كاملًا في جميع الخدمات (إنترنت وهاتف)، بينما أبلغ 13% فقط عن وجود خلل في الاتصالات الهاتفية دون تأثر الإنترنت.


وتعكس هذه النسب حجم التأثير الكبير الذي أحدثه الحريق على البنية التحتية للاتصالات، حيث كانت الشكاوى تتركز بشكل رئيسي في توقف الاتصال بالشبكة العنكبوتية، ما تسبب في اضطراب واسع للخدمات الرقمية.

 

 

أدى هذا الانقطاع المفاجئ إلى شلل شبه كامل في خدمات الإنترنت الثابت والمحمول، بما في ذلك توقف تطبيقات تحويل الأموال الفورية مثل "إنستا باي"، وتأثر شبكات الصرافات الآلية وخدمات نقاط البيع، واضطرت البورصة المصرية لتعليق بعض أنشطتها اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تعطل النظام الإلكتروني المعتمد على الاتصال بالإنترنت.


من جانبه، أعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن العمل جارٍ على تحويل خدمات الاتصالات إلى سنترالات بديلة، أبرزها سنترال "الروضة" وأكدت الشركة المصرية للاتصالات أنها بدأت في إعادة تشغيل الخدمة تدريجيًا، واعدةً بعودة الاتصالات بالكامل خلال 24 ساعة فقط من وقت الحادث.


وأظهر رصد بياني من موقع Down Detector زيادة ملحوظة في عدد شكاوى المستخدمين من خدمات الإنترنت في مصر خلال الـ 24 ساعة التي أعقبت حريق سنترال رمسيس أمس الأثنين 7 يوليو 2025.


وبحسب البيانات، سجلت الشكاوى ذروتها في الساعة 9 مساءً تقريبًا، حيث تجاوزت 150 شكوى، ثم بدأت في التراجع التدريجي مع مرور الوقت، لتصل إلى أقل من 10 شكاوى بحلول الساعة 7 مساءً في اليوم التالي.


ويُشير هذا التراجع إلى تحسن تدريجي في خدمات الإنترنت بعد تأثرها نتيجة الحريق، الذي تسبب في انقطاع أو ضعف الخدمة في عدد من المناطق، خاصةً بالقاهرة والجيزة.

 

 


كما أوضح المتحدث باسم وزارة الاتصالات أن الوزارة بصدد تعويض جميع المستخدمين المتأثرين من انقطاع الخدمة.