لم تعد مشاركة النادي الأهلي المتكررة في بطولة كأس العالم للأندية مجرد حدث رياضي ينتظره عشاق الكرة، بل تحولت إلى ظاهرة متعددة الأبعاد، تحمل في طياتها مكاسب اقتصادية واجتماعية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، لتشمل النادي والدولة المصرية على حد سواء. ومع كل ظهور للمارد الأحمر في هذه البطولة العالمية، تتبلور ملامح مشهد متكامل يجمع بين الشغف الجماهيري، والرؤية الاستثمارية، والعوائد المتنامية.
تُعد الجوائز المالية التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للأندية المشاركة في المونديال أحد أبرز أوجه المكاسب الاقتصادية المباشرة التي يجنيها الأهلي. فالمشاركة في حد ذاتها تضمن الحصول على مبالغ مالية ضخمة، تتزايد مع التقدم في أدوار البطولة، ما يدعم خزينة النادي، ويعزز قدرته على تطوير بنيته التحتية، وإبرام صفقات قوية، وسداد التزاماته المالية، فضلًا عن رفع قيمته التسويقية.
وقد نجح الأهلي، على سبيل المثال، في حصد 9.5 مليون دولار نظير مشاركته فقط في البطولة، بالإضافة إلى مليوني دولار إضافية بعد تعادله مع إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي، ما يعكس حجم العائدات التي باتت ترتبط بهذه المشاركات.
لكن حضور الأهلي الدائم في كأس العالم للأندية لا يتوقف عند حد الفائدة المالية، بل يمثل أيضًا امتدادًا لقوة مصر الناعمة. فالنادي، بصفته ممثلًا لمصر في محفل عالمي، يسهم في الترويج غير المباشر للسياحة، ويعزز صورة مصر كدولة رائدة رياضيًا في المنطقة، وهو ما ينعكس بدوره على الاقتصاد الوطني والعلاقات الدولية.
أما على صعيد كرة القدم، فتُترجم هذه المشاركات إلى مكاسب طويلة الأمد، أبرزها التسويق الناجح للاعبين ورفع قيمتهم السوقية، كما حدث مع اللاعب وسام أبو علي، الذي لفت الأنظار بأدائه المميز خلال البطولة، لتنهال عليه العروض الاحترافية وترتفع قيمته في سوق الانتقالات بشكل ملحوظ.
وتنعكس هذه السمعة العالمية للنادي أيضًا في قدرته على جذب المواهب الواعدة، التي ترى في الأهلي منصة مثالية للانطلاق نحو العالمية، ما يعزز من قاعدته الفنية ويضمن استمرارية إنتاج لاعبين بمستوى عالٍ يليق باسم الأهلي وتاريخه.
في المحصلة، فإن استمرار الأهلي في تمثيل القارة الإفريقية في كأس العالم للأندية يتجاوز كونه إنجازًا رياضيًا مؤقتًا، ليصبح استثمارًا استراتيجيًا يعود بالنفع المتواصل على النادي، ويعزز مكانة الدولة المصرية على الساحة الدولية.