شهد ميناء جنوة الإيطالي، صباح الخميس 7 أغسطس 2025، تحركًا احتجاجيًا غير مسبوق نفذه عشرات من عمال الشحن والتفريغ، لمنع السفينة السعودية "بحري ينبع" من متابعة رحلتها، بعد اكتشافهم أنها محمّلة بأسلحة وذخائر ومعدات عسكرية، بينها عربات مدرعة ودبابات، يُعتقد أن جزءًا منها موجه إلى إسرائيل.

السفينة، التابعة لشركة "بحري" السعودية، كانت قد وصلت إلى جنوة قادمة من مدينة بالتيمور الأمريكية، وسط تصريح رسمي بأنها جاءت "لتسلم معدات عسكرية"، لكن بحسب ما أكده عمال الميناء، كانت السفينة بالفعل ممتلئة بمعدات عسكرية منذ وصولها، وهو ما أثار الشكوك حول وجهة الشحنة وأهدافها.

تفاصيل التحرك العمالي
مع بزوغ الفجر، تجمع نحو 40 عاملًا من النقابات القاعدية USB و CALP، مدعومين باتحادات عمالية كبرى، على رصيف الميناء، وصعد بعضهم على متن السفينة لتوثيق محتويات الشحنة. العمال رفعوا شعارًا موحدًا: "نحن لا نعمل من أجل الحرب"، مؤكدين رفضهم أن يكونوا طرفًا في نقل أسلحة يمكن استخدامها في النزاعات، خاصة في ظل ما وصفوه بـ"جرائم الحرب والإبادة الجارية في غزة".

وبحسب ما نشرته صحف إيطالية مثل Il Secolo XIX و La Repubblica، فقد ضغط المحتجون على سلطات الميناء، مما دفع إدارة الميناء للموافقة على بدء مشاورات لإنشاء "مرصد دائم لمراقبة تهريب الأسلحة" في الميناء، بهدف ضمان الشفافية حول طبيعة الشحنات العسكرية العابرة.

خلفية سابقة للاحتجاجات
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سفينة "بحري ينبع" لاحتجاجات في جنوة. ففي عام 2019، أوقفتها حركة عمالية مشابهة بعد اكتشاف شحنات أسلحة على متنها. كما شهد الشهر الماضي تحركًا مشابهًا، حين أوقف عمال الميناء شحنة من الفولاذ العسكري كانت في طريقها إلى إسرائيل، بعد تلقيهم تحذيرات من نقابات عمالية في الموانئ اليونانية.

ردود الفعل
في حين ركزت وسائل الإعلام الإيطالية على الطابع الإنساني والسياسي للتحرك، فإن بعض الصحف السعودية اكتفت بالإشارة إلى أن السفينة "تقوم بمهام لوجستية عسكرية ضمن اتفاقات نقل مشروعة بين دول"، دون التطرق مباشرة إلى الاتهامات الموجهة بشأن الشحنة المتجهة لإسرائيل.

النقابات العمالية الإيطالية أكدت أن هذه التعبئة ليست الأخيرة، حيث يجري التحضير لمزيد من التحركات خلال الأسابيع المقبلة، وصولًا إلى الجمعية الدولية لعمال الموانئ المقررة في سبتمبر، والتي ستبحث آليات دولية لوقف شحنات الأسلحة المستخدمة في النزاعات المسلحة.