لم تعد الرياضة النسائية مجرد نشاط جانبي أو منافسة هامشية كما كان يُنظر إليها لعقود طويلة، فقد تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة رئيسية لطرح قضايا المساواة بين الجنسين، ووسيلة ضغط فعّالة على الحكومات والمؤسسات الرياضية لتبني سياسات أكثر عدالة.
في الماضي، كان حضور المرأة في الرياضة يقتصر على بعض الألعاب الفردية أو المنافسات المحلية، وغالبًا ما كانت تُحرم من المشاركة في البطولات الكبرى لأسباب ثقافية أو اجتماعية أو حتى قانونية، لكن اليوم، أصبحت البطولات النسائية محط أنظار الملايين حول العالم، مثل كأس العالم للسيدات في كرة القدم الذي شهد متابعة غير مسبوقة في نسخته الأخيرة، ما يعكس حجم التغير في النظرة المجتمعية والسياسية لدور المرأة.
هذا التحول لم يأتِ من فراغ. نضال الرياضيات وناشطات حقوق المرأة لعب دورًا أساسيًا في كسر الحواجز، حملة اللاعبات الأمريكيات للمساواة في الأجور مع المنتخب الرجالي لكرة القدم مثلًا، لم تكن مجرد معركة رياضية، بل كانت قضية سياسية واجتماعية ألقت بظلالها على النقاش العام في الولايات المتحدة. وفي عام 2022، أقر الاتحاد الأمريكي مساواة كاملة في العوائد بين منتخبي الرجال والسيدات، وهو قرار وُصف بالتاريخي.
الرياضة النسائية أصبحت أيضًا أداة دبلوماسية ناعمة، فظهور لاعبات محجبات في البطولات الدولية مثّل خطوة مهمة في تعزيز صورة دولهن أمام العالم، وأظهر كيف يمكن للرياضة أن تجمع بين الهوية الدينية والاحترافية العالمية. كما أن مشاركة نساء من دول محافظة في الأولمبياد شكلت رسالة بأن الرياضة قادرة على اختراق الحواجز التقليدية.
لكن التحديات لا تزال قائمة.، فالكثير من اللاعبات حول العالم يواجهن نقص التمويل، وضعف التغطية الإعلامية، وغياب البنية التحتية اللازمة لتطوير الرياضة النسائية، إضافة إلى ذلك، تتعرض بعضهن لضغوط اجتماعية أو سياسية تمنعهن من الاستمرار في مسيرتهن.