بدأت عمليات الاغتيال ضد قيادات حركة حماس منذ منتصف التسعينيات، وكان أول أبرز حادث هو اغتيال المهندس يحيى عياش، أحد القادة العسكريين البارزين في كتائب القسام.
في 5 يناير 1996 تمكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي من تفجير هاتف محمول كان يستخدمه عياش، ما أدى إلى مقتله. هذا الحادث مثّل نقطة تحول كبيرة لأنه استهدف العقل المدبر لعمليات المقاومة في تلك الفترة.
تواصلت سياسة الاغتيالات بعد ذلك، وجاءت أبرز العمليات في 23 يوليو 2002 عندما استهدفت طائرة إسرائيلية القائد صلاح شحادة، رئيس الجناح العسكري للحركة في غزة، ما أدى إلى مقتله مع عشرات المدنيين في واحدة من أكثر العمليات دموية وأثار وقتها انتقادات واسعة بسبب سقوط ضحايا أبرياء.
في عام 2004 شهدت الحركة ضربة قوية باغتيال اثنين من مؤسسيها، في 22 مارس 2004 قُتل الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي للحركة، بعد استهدافه بصاروخ عقب خروجه من أحد المساجد في غزة.
وبعد أقل من شهر، في 17 أبريل 2004، قُتل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي كان قد تولى قيادة الحركة خلفًا لياسين، بعد استهداف سيارته بغارة إسرائيلية، هذان الاغتيالان كان لهما أثر كبير على بنية القيادة السياسية للحركة.
لم تتوقف الاغتيالات داخل فلسطين فقط، بل امتدت إلى الخارج، ففي 1997 وقعت محاولة اغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان لكنها فشلت وأدت إلى أزمة دبلوماسية كبرى.
أما في 2010 فقد تم اغتيال القيادي محمود المبحوح في أحد فنادق دبي، وهي عملية نُسبت إلى جهاز الموساد وأثارت جدلاً واسعًا بسبب أسلوبها وأبعادها الإقليمية.
في السنوات الأخيرة، استمرت إسرائيل في استهداف قادة الحركة عسكريًا وسياسيًا، ومع تصاعد المواجهات في غزة ولبنان شهدت الساحة موجات جديدة من الاستهدافات.
وأخيرًا، جاء الاغتيال الأحدث الذي هز الأوساط السياسية أمس الثلاثاء، عندما أعلنت مصادر فلسطينية عن مقتل همام خليل الحية، نجل القيادي البارز خليل الحية، إلى جانب مدير مكتبه جهاد لبد، في غارة إسرائيلية استهدفت مقرًا للحركة في العاصمة القطرية الدوحة.
هذا الحادث يعد الأول من نوعه الذي يقع داخل الأراضي القطرية، ويمثل تطورًا جديدًا في مسار الصراع.
تُظهر هذه السلسلة الطويلة من الاغتيالات أن سياسة استهداف القادة ظلّت أداة أساسية في يد إسرائيل لإضعاف حماس، لكنها في الوقت نفسه كانت سببًا في إعادة تشكيل القيادة بشكل متكرر، بما جعل الحركة قادرة على الاستمرار رغم الخسائر المتكررة.