أكد اللواء أركان حرب شبل عبد الجواد رئيس قطاع مكافحة الإرهاب بالمنطقة العربية وقائد الشرطة العسكرية الأسبق والخبير العسكري، أن مصر تعاملت مع تداعيات هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ بقدر كبير من الاتزان، ولم تتأثر مثل باقي دول المنطقة، مشددًا على أن خبرتها الطويلة في مواجهة الإرهاب ساعدتها على الصمود أمام ما وصفه بـ"المخطط الأمريكي لإعادة صياغة الشرق الأوسط".
وأوضح عبد الجواد أن الهجمات، التي نفذها تنظيم القاعدة باختطاف أربع طائرات واستهداف مواقع داخل الولايات المتحدة، استغلتها واشنطن لشن حروب متتالية في أفغانستان والعراق وسوريا، تحت شعار "محاربة الإرهاب"، بينما كان الهدف الحقيقي – على حد وصفه – تقسيم المنطقة والسيطرة على ثرواتها.
وأضاف أن مصر، على العكس من دول أخرى، استفادت من خبرتها الممتدة مع الجماعات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين، وهو ما مكنها من تجاوز أحداث ٢٠١١ وما تلاها، مؤكدًا أن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أحبطت المخطط الأمريكي في الداخل المصري.
وأشار إلى أن وجود قوانين استثنائية مثل قانون الطوارئ في تلك الفترة ساهم في تحجيم النشاط الإرهابي، لافتًا إلى أن القيادة السياسية والأجهزة الأمنية كانت مدركة لمخاطر هذه الظاهرة ووضعت الضوابط اللازمة لمواجهتها.
وشدد عبد الجواد على أن الجو العالمي الذي تشكل بعد ١١ سبتمبر فرض ضغوطًا على مصر والدول العربية، خاصة في ملف السفر والتأشيرات، إلا أن القاهرة بقيت – بحسب وصفه – "الأكثر اتزانًا في المنطقة بفضل وعي شعبها وقوة جيشها النظامي".
واعتبر أن ما حدث في ١١ سبتمبر وما تلاه من تحركات أمريكية وإسرائيلية لا يزال مستمرًا حتى اليوم، مشيرًا إلى أن الأوضاع الأخيرة في المنطقة، ومنها ما وصفه بـ"ضربة الدوحة"، تأتي في سياق نفس المخطط لإضعاف الشرق الأوسط.