قال اللواء أركان حرب شبل عبد الجواد، رئيس قطاع مكافحة الإرهاب بالمنطقة العربية وقائد الشرطة العسكرية الأسبق والخبير العسكري، إن الضربة الإسرائيلية التي حدثت في قطر، أمس، تمثل نهاية الدور القطري الذي استخدم في ثورات الربيع العربي، مؤكدًا أن هذا الدور انتهى ولم يعد له أي قيمة، وأن استخدامه كان لهدم دول وأن الدور القطري أصبح بلا فائدة بعد انتهاء تلك العمليات.
وأشار إلى أن الضربة كانت بموافقة أمريكية كاملة، نظرًا لوجود قواعد أمريكية ودفاع جوي في قطر، وأن تركيا أبلغت قطر قبل الضربة بعشر دقائق، وهو ما سمح بتفادي إصابة المباني أو القادة، مؤكداً أن الضربة أصابت قطر نفسها ولم تُصِب جميع قيادات حماس، حيث قُتل بعض العناصر وبعض الضباط القطريين، لكن القادة الأساسيون نجوا.
وأضاف اللواء شبل، في تصريحات خاصة لـ"خمسة سياسة"، أن إسرائيل عبرت جميع الدول العربية تقريبًا بدون اعتراض، ما عدا مصر، لأن الجيش المصري هو القوة النظامية الوحيدة التي تمنع أي تصعيد، مشيرًا إلى أن الجو العربي أصبح مستباحًا للقوات الجوية الإسرائيلية ما عدا مصر.
وتناول اللواء شبل أيضًا التداعيات الإقليمية، موضحًا أن هناك أربع دول رئيسية تتصارع على المنطقة: إسرائيل، تركيا، إيران، والسعودية بوصفها حليفًا لواشنطن، وأن الضربة أضعفت إيران وتركت تركيا في موقف صعب بعد العمليات الإسرائيلية في شمال سوريا.
وأشار إلى أن قطر لن تستطيع الرد على الضربة، وأن الدور القطري انتهى، بينما تركيا لا يمكن استهدافها نظرًا لقوة الجيش التركي النظامي. وأكد أن مصر تبقى حجر الزاوية في المنطقة، وأن الجيش المصري حال دون تغيّر المعادلة بعد الضربة، وهو الضامن لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
وتطرق اللواء شبل إلى الدور الأمريكي والإسرائيلي، مؤكدًا أن كلاهما مستمران في تحريك الأحداث وفق مصالحهما، وأن دول الخليج، رغم دعمها المالي، تبقى مهددة، وأن مصر هي القوة الوحيدة التي تمنع أي تصعيد أكبر أو اعتداء على أراضي الدول العربية الأخرى.
كما استعرض اللواء شبل تفاصيل الضربة، موضحًا أن 10 طائرات انطلقت من تل أبيب، مرت بـ1081 كم مرورًا بعدد من الدول العربية، دون اعتراض من أي صاروخ دفاع جوي، مؤكدًا أن الضربة أظهرت سيطرة إسرائيل على الأجواء العربية كلها ما عدا مصر.
وأضاف أن تركيا تحاول إيجاد موضع قدم في الخليج بعد انتهاء الدور القطري، وأن المعادلة بعد الضربة أصبحت صعبة ومعقدة للغاية.
واختتم اللواء شبل تصريحه بالتأكيد على أن انتهاء الدور القطري يمثل تفتيت معظم الدول العربية التي تأثرت بثروات الربيع العربي، مشيرًا إلى أن مصر ستظل الدولة المركزية والمحورية في المنطقة، وأن الجيش المصري والشعب المصري يشكلان درعًا حقيقيًا يحمي أرض مصر ويمنع أي اعتداء.