في ملاعب كرة القدم الأوروبية، لا يعد محمد صلاح مجرد لاعب؛ بل سفير فوق العادة لمصر، يحمل على عاتقه قضايا وطنه، ويؤثر في ملايين المشجعين حول العالم، بعيدًا عن أرقامه القياسية وأهدافه الحاسمة مع ليفربول، يمتد تأثير "مو صلاح" ليشمل قطاعات حيوية مثل السياحة، حيث أصبح وجهًا مألوفًا يربط بين حضارة مصر العريقة وشعبها الودود.

على مدار السنوات الماضية، استطاع صلاح أن يكسر الصورة النمطية التي قد تكون لدى البعض عن مصر، فـ بشخصيته المتواضعة، وابتسامته التي لا تفارقه، وقيمته كرياضي محترف، نجح في أن يكون نموذجًا مشرفًا لمصر، يجذب الأنظار ليس فقط إلى مهاراته الكروية، بل إلى بلده الذي ينتمي إليه، وقد انعكس هذا التأثير بشكل مباشر على السياحة.

كثيرًا ما يُطلق على محمد صلاح لقب "الفرعون المصري"، وهو لقب يمزج بين عظمة الحضارة المصرية ونجوميته في العصر الحديث، هذا المزيج الفريد من نوعه يضعه في مكانة استثنائية، فكل صورة ينشرها على حساباته الرسمية، وكل زيارة له إلى مصر، تحمل رسالة قوية إلى متابعيه الذين يقدرون بالملايين، عندما يشارك صورة من القاهرة أو من الأهرامات أو حتى من قريته، يتلقى الملايين من التفاعلات والإعجابات، وتتحول هذه الصور إلى دعاية سياحية مجانية وغير تقليدية، تصل إلى شرائح من الجمهور لا تصل إليها حملات التسويق الرسمية.

وقد لاحظت العديد من شركات السياحة العالمية والمحلية هذا التأثير، وبدأوا في استخدام صورته في حملاتهم الترويجية، كما أن زيارات مشجعين أجانب لمصر بهدف "اكتشاف بلد محمد صلاح" باتت ظاهرة ملحوظة، فقد أصبح اللاعب ليس مجرد وجه إعلاني، بل أصبح سببًا حقيقيًا يدفع الكثيرين للقدوم إلى مصر.

لا يقتصر تأثير صلاح على الترويج العام لمصر، بل يمتد ليشمل أنواعًا محددة من السياحة، فـ السياحة الرياضية، على سبيل المثال، بدأت تشهد نموًا ملحوظًا، الكثير من محبي كرة القدم حول العالم، خاصة من مشجعي ليفربول، يزورون مصر ليس فقط للاستمتاع بآثارها، بل ليشعروا بأجواء البلد الذي ولد فيه نجمهم المفضل.

بالإضافة إلى ذلك، عزز صلاح السياحة الثقافية، فـ اهتمامه الدائم بذكر بلده وتقديم صورة إيجابية عن عاداته وتقاليده، شجع الكثيرين على البحث عن معلومات أكثر عن مصر، من تاريخها العظيم إلى حاضرها المزدهر، يمكن القول إن صلاح، بشخصيته المتفردة، يمثل جسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب، ويعمل على تقريب وجهات النظر، وهو ما ينعكس إيجابًا على تدفق السياح.

يمكن اعتبار محمد صلاح أكثر من مجرد لاعب كرة قدم؛ فهو ظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية، إنه سفير لمصر في الخارج، يروّج لبلده بأسلوب عفوي ومؤثر، ويقدم للعالم صورة مشرقة عن الحضارة المصرية العريقة، كل هدف يسجله وكل جائزة يحصل عليها لا تعود بالنفع عليه وحده، بل تمتد لتكون دعاية سياحية قوية لبلده الأم، تفتح أبوابًا جديدة وتجذب الزوار من كل بقاع الأرض.