ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو ظاهرة ثقافية واجتماعية وإنسانية عابرة للقارات، محمد صلاح حامد محروس غالي، المعروف بـ محمد صلاح أو "الفرعون المصري"، تجاوز حدود الملاعب ليصبح رمزًا عالميًا، ويُجسد بكل ما للكلمة من معنى، القوة الناعمة لمصر.
في زمن تتشابك فيه المصالح وتتصارع فيه الصور النمطية، يبرز صلاح كـ سفير فوق العادة لوطنه، يقدم للعالم وجهًا مختلفًا ومشرقًا لبلد الحضارات.
تبدأ قصة القوة الناعمة من قرية نجريج بمحافظة الغربية، حيث انطلق صلاح بمسيرة كروية شاقة أوصلته إلى القمة، من المقاولون العرب، إلى بازل، مرورًا بتشيلسي وفيورنتينا وروما، حتى استقر به الحال في ليفربول الإنجليزي، حيث وصل إلى ذروة تألقه.
لقد حطم صلاح الأرقام القياسية وحصد الألقاب الفردية والجماعية، فوزه المتكرر بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز (الحذاء الذهبي)، وقيادته لليفربول للفوز بـ دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي بعد غياب طويل، جعل منه نجماً لا يمكن تجاهله؛ لكن تأثيره يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الإحصائيات والأهداف.
ما يجعل صلاح "قوة ناعمة" حقيقية هو سلوكه وأخلاقه التي تفرض الاحترام، في بلد كرة القدم الأول عالمياً، انجلترا، أصبح صلاح ليس فقط لاعبًا محبوبًا من جماهير ليفربول، بل شخصية تحظى بتقدير واسع لمواقفه المتزنة وتواضعه، وأصبح وجهًا إيجابيًا للعرب والمسلمين في الغرب، يساهم بوجوده وتألقه في كسر الصور النمطية السلبية.
كما يُعرف صلاح بأعماله الخيرية الكبيرة في قريته نجريج ومصر بشكل عام، بما في ذلك بناء المدارس والمستشفيات والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية، هذه المساهمات الإنسانية تترجم شعبيته إلى عمل ملموس يخدم مجتمعه، مما يعزز صورته كنموذج يحتذى به.
القيمة الرمزية لصلاح لا تُقدر بثمن، عندما يُذكر أسم محمد صلاح في المحافل الدولية ووسائل الإعلام العالمية، يُذكر أسم مصر معه، إنه مصدر فخر قومي ويُحسن بشكل فعال من صورة العلامة التجارية (Brand image) للبلاد.
كما أن لتألقه تأثير اقتصادي وسياحي غير مباشر، فجماهير كرة القدم من حول العالم أصبحت أكثر اهتماماً بزيارة مصر ومشاهدة بلد "الفرعون المصري".