في عالم الرياضة، حيث تتجسد الروح التنافسية واللعب النظيف، يختار بعض الرياضيين تجاوز حدود الملاعب ليصبحوا سفراء للسلام والعدالة، على مدار عقود، لم تكن القضية الفلسطينية مجرد نزاع سياسي بعيد، بل أصبحت قضية إنسانية عالمية يتبناها المشاهير، وعلى رأسهم نجوم الرياضة الذين استخدموا شهرتهم للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، هذه المواقف لم تمر دون عواقب، إذ واجه بعضهم عقوبات وتوبيخًا، بينما نال آخرون إشادة واسعة على شجاعتهم.

أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بالقضية هو محمد صلاح، نجم ليفربول ومنتخب مصر، على الرغم من أن صلاح يتجنب عادة الخوض في القضايا السياسية العلنية، إلا أن تضامنه مع غزة كان واضحًا، ففي أكتوبر 2023، نشر صلاح رسالة مؤثرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حث فيها القادة العالميين على إيقاف "المجازر" في غزة، ودعا إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري.. هذه الرسالة، التي جاءت بعد ضغوط جماهيرية كبيرة، لاقت ترحيبًا واسعًا، وتجاوزت حاجز 100 مليون مشاهدة على منصة تويتر، ما يؤكد مدى تأثيره.

وفي عالم كرة القدم أيضًا، يبرز أسم كريم بنزيما، النجم الفرنسي ولاعب الاتحاد السعودي الحالي، بنزيما معروف بدعمه القوي للقضية الفلسطينية، وقد عبر عن تضامنه في مناسبات عدة، في أكتوبر 2023، نشر تغريدة قال فيها إن "قلوبنا مع سكان غزة، ضحايا القصف الظالم الذي لا يستثني النساء والأطفال".. هذه التغريدة أثارت جدلاً واسعًا في فرنسا، حيث تعرض لهجوم عنيف من قبل وزراء وسياسيين فرنسيين، ما دفعه لرفع دعوى قضائية ضدهم.

ولم يقتصر الدعم على نجوم كرة القدم فقط، ففي رياضة كرة السلة، كان كريم عبدالجبار، أسطورة لوس أنجلوس ليكرز، من أوائل الرياضيين الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية، كما أظهر نجم الدوري الأمريكي للمحترفين كيلي أوبري جونيور دعمه العلني للقضية في عدة مناسبات.

أما في عالم الفنون القتالية، فيقف حبيب نورمحمدوف، بطل الفنون القتالية المختلطة السابق، كواحد من أبرز المدافعين عن فلسطين، حبيب، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، استخدم منصته للتنديد بالاعتداءات على الفلسطينيين والدعوة إلى وقف العنف.

وتبقى لحظة أخرى لا تُنسى عندما رفع اللاعب التونسي السابق علاء الدين يحيى الكوفية الفلسطينية في أحد الملاعب الأوروبية، في إشارة إلى تضامنه مع القضية، هذه اللحظات، سواء كانت عبر منصات التواصل الاجتماعي أو داخل الملاعب.

هؤلاء الرياضيون، وغيرهم الكثير، لم يخشوا التعبير عن مواقفهم الإنسانية، حتى وإن كان الثمن باهظًا، لقد أثبتوا أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل هي منصة يمكن استخدامها لإحداث فرق، وتذكير العالم بأن العدالة والحرية قضية تستحق النضال من أجلها، حتى خارج حدود المستطيل الأخضر.