​يُعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أحد أشهر الشخصيات الرياضية على مستوى العالم، وتترقب جماهيره في كل مكان، وخاصة في المنطقة العربية، مواقفه تجاه القضايا الإنسانية والسياسية الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلا أن الواقع يشير إلى أن ميسي، مثله مثل العديد من النجوم العالميين، يتجنب بشكل عام اتخاذ مواقف سياسية صريحة أو الإدلاء بتصريحات علنية ومباشرة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

​شهدت مسيرة ميسي تداولاً واسعاً لـ شائعات متضاربة حول دعمه لطرفي الصراع، مما خلق حالة من الجدل المستمر، حيث انتشرت في أكثر من مناسبة شائعات تفيد بأن ميسي تبرع بمبلغ كبير (قُدر بمليون دولار) لصالح إسرائيل.

وقد نفى اللاعب هذه الأخبار بشكل غير مباشر، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن ميسي رفع دعوى قضائية ضد إحدى الصحف الفرنسية التي نشرت هذا الخبر، وكسب القضية، مما يؤكد عدم صحة مزاعم التبرع تلك، كما نُقل عنه قوله إنه يفضل التبرع لمستشفيات وتعليم الأرجنتين بدلاً من التبرع لدول غنية أو لأشخاص غير محتاجين، في إشارة إلى إسرائيل.

​بالمقابل، انتشرت أخبار عن تعاطفه أو تبرعه لأطفال غزة، خاصة بعد حرب عام 2014.. وعلى الرغم من أن ميسي هو سفير للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف وله العديد من المساهمات الخيرية والإنسانية عبر مؤسسته الخاصة، فإنه لم يصدر عنه تصريح رسمي وموثق يؤكد تبرعه للقضية الفلسطينية تحديداً، على الرغم من أن جهود اليونيسف تشمل دعم الأطفال في فلسطين.

​تُظهر هذه الحالة أن الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة المتعلقة بالتنافس الكروي وشعبية اللاعبين، غالباً ما تكون مُلفّقة أو مُضخّمة وتفتقر إلى المصادر الموثوقة. ​

عام 2018 ​يبقى الموقف الأكثر وضوحاً والذي يمكن اعتباره "دعماً عملياً" للقضية الفلسطينية هو إلغاء المباراة الودية التي كان مقرراً أن يخوضها منتخب الأرجنتين أمام منتخب إسرائيل في القدس عام 2018 استعداداً لكأس العالم، ​جاء هذا الإلغاء بعد حملة ضغط دولية واسعة، ودعوات من ناشطين وشخصيات عربية وفلسطينية لميسي وزملائه لعدم خوض المباراة.

 ​أشارت تقارير صحفية إسبانية إلى أن ليونيل ميسي كان له دور محوري في هذا القرار داخل صفوف المنتخب الأرجنتيني، حيث عبر هو والمدير الفني وقتها عن أن لعب المباراة في القدس سيقحمهم في صراعات سياسية لا جدوى منها. ​رُحّب بهذا القرار من قبل الفلسطينيين واعتبروه انتصاراً شعبياً وخطوة دعمت قضيتهم.