في عالم كرة القدم الذي غالبًا ما يتقاطع مع السياسة، أثار لقاء بين نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الكثير من الجدل والتساؤلات.
خلال زيارة فريق إنتر ميامي الأمريكي، الذي يلعب له ميسي، إلى إسرائيل لخوض مباراة ودية، قام هرتسوغ بزيارة معسكر الفريق، وبينما صافح معظم اللاعبين الرئيس الإسرائيلي، اختار ميسي، قائد الفريق، تجاهله بشكل لافت، هذا الموقف لم يمر مرور الكرام، بل أشعل موجة من التكهنات والتحليلات حول دوافعه.
في مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، يظهر هرتسوغ وهو يصافح اللاعبين واحدًا تلو الآخر، وعندما وصل إلى ميسي، قام الأخير بتجاهل يده الممدودة، وتجنب التواصل البصري، واستمر في المشي دون أن يصافحه، هذا السلوك، الذي اعتبره البعض "إهانة متعمدة"، أثار ردود فعل متباينة.
أشاد كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي بموقف ميسي، واعتبروه رسالة دعم قوية للقضية الفلسطينية، كما ربط بعض النشطاء هذا الموقف بمواقف سابقة لميسي، مثل دعمه لقرية "أرض الأمل" في فلسطين، وزيارته لمخيمات اللاجئين السوريين، ومساهماته الإنسانية الأخرى، بالنسبة لهم، فإن موقف ميسي يتجاوز كونه حدثًا عابرًا، ويؤكد على انحيازه للقيم الإنسانية والعدالة.
على الجانب الآخر، قلل بعض المحللين من أهمية هذا الموقف، واعتبروه مجرد حدث عفوي لا يحمل أي دلالات سياسية، وبرروا سلوك ميسي بأنه قد يكون نتيجة الإرهاق، أو التركيز قبل المباراة، أو ببساطة عدم انتباهه لوجود الرئيس، وأشاروا إلى أن ميسي، المعروف بتجنبه الخوض في القضايا السياسية، قد لا يكون لديه نية متعمدة لتوجيه رسالة معينة.
ومع ذلك، فإن هذا التبرير لا يقنع الكثيرين، ففي ظل التوتر المستمر في المنطقة، وفي ظل حساسية المواقف المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، من الصعب تجاهل رمزية هذا السلوك، فكون ميسي، أحد أشهر الشخصيات في العالم، يتجاهل رئيس دولة بهذه الطريقة، فإن ذلك يحمل دلالات عميقة، سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة.
يُظهر هذا الحادث كيف يمكن أن تتداخل الرياضة مع السياسة بطرق غير متوقعة، فبينما يفضل الكثير من الرياضيين فصل مسيرتهم المهنية عن قناعاتهم السياسية، إلا أن بعض المواقف تحمل رسائل قوية.