كشفت تقارير صادمة عن الظروف القاسية لاحتجاز الناشطة السويدية الشهيرة غريتا تونبرغ، البالغة من العمر 22 عامًا، داخل سجن كيتسعوت شديد الحراسة في صحراء النقب الإسرائيلية. الظروف التي وصفتها صحيفة الجارديان البريطانية تجاوزت حد الاحتجاز العادي لتلامس التعذيب وسوء المعاملة، في تطور هزّ الرأي العام العالمي.
تفاصيل مروعة: زنازين "ملوثة بالبق" ونقص حاد في الأساسيات
ذكرت تقارير رسمية، اطلعت عليها صحيفة الجارديان البريطانية، ونقلتها عن مراسلات بين السفارة السويدية ومسؤولين إسرائيليين، أن غريتا تونبرغ أبلغت المسؤولين السويديين بمعاناتها من ظروف احتجاز لا إنسانية:
* نقص الطعام والمياه الحاد: أدت هذه المعاناة إلى إصابة تونبرغ بـ الجفاف الشديد.
* زنازين ملوثة: أفادت التقارير بأنها محتجزة في زنزانة ملوثة بالبق، ما تسبب لها في طفح جلدي.
* معاملة قاسية: أكدت غريتا إجبارها على الجلوس لفترات طويلة على الأسطح والأرضيات الصلبة.
شهادات صادمة: اعتداء بالضرب والسحل وعرض كـ"غنيمة"
لم تقتصر الانتهاكات على ظروف الاحتجاز السيئة، بل امتدت إلى اعتداء جسدي مهين، وفقًا لشهادات معتقلين آخرين أُفرِج عنهم كانوا معها على متن أسطول "الصمود العالمي" الذي اعترضته القوات الإسرائيلية قبل وصوله إلى غزة:
* الضرب والسحل: صرّح الناشط التركي إرسين تشيليك لوكالة الأناضول بأن الجنود الإسرائيليين "سحبوا غريتا الصغيرة من شعرها أمام أعيننا، وضربوها".
* إجبار على تقبيل العلم: أضاف تشيليك أن الجنود "أجبروها على تقبيل العلم الإسرائيلي في مشهد مهين".
* عرض كغنائم حرب: أكد الصحفي الإيطالي لورينزو داغوستينو أن تونبرغ "لُفّت بالعلم الإسرائيلي وعُرضت كغنيمة"، وهو ما أيده ناشطان آخران. كما أفادت الناشطة الماليزية حزواني حلمي بأن المحتجزين عوملوا كالـ "حيوانات" في ظروف مهينة.
* الإكراه على التصوير: ذكر تقرير أن أحد المعتقلين شاهدها وهي تُجبر على حمل الأعلام أثناء التقاط الصور، وهو ما أكده ناشطان آخران.
السفارة الإسرائيلية من جانبها، زعمت أن هذه الادعاءات ما هي إلا "أكاذيب".
جريتا تونبرغ "على خط النار": الاعتقال الثاني في أسطول المساعدات لغزة
جاء اعتقال تونبرغ بعد أن كانت على متن واحدة من أربعين سفينة ضمن أسطول "الصمود العالمي" الذي اعترضته البحرية الإسرائيلية هذا الأسبوع، قبل أن تتمكن من الوصول لتسليم مساعدات إنسانية حيوية إلى غزة. وقد أُرسلت الناشطة السويدية إلى سجن "كيتسعوت" المخصص أساسًا لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا هو الاعتقال الثاني لـ الناشطة البيئية غريتا تونبرغ في محاولة لـ كسر الحصار البحري عن قطاع غزة. وقبيل اقتحام القوات لسفينتها، كانت تونبرغ قد ظهرت في بث مباشر دعت فيه إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب في غزة.
دعوات سويدية ودولية للتحرك
أكدت وزارة الخارجية السويدية أن مسؤولي سفارتها في تل أبيب زاروا المحتجزين السويديين يوم الجمعة، مشددين على ضرورة:
* تسريع الإجراءات القانونية وتأمين عودتهم إلى السويد.
* تلبية احتياجاتهم الطبية وتوفير الطعام والمياه النظيفة.
في سياق متصل، أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها عام 2023 أن لديها أدلة على مشاهد مروعة لجنود إسرائيليين يضربون ويهينون فلسطينيين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي.