عاد الخلاف إلى واجهة المشهد داخل حزب الإصلاح والتنمية، بعد أن أصدر القيادي حسام جبران بيانًا شديد اللهجة هاجم فيه رئيس الحزب محمد أنور السادات، عقب تصريحاته في مداخلة تلفزيونية أعلن خلالها عدم ترشحه للبرلمان المقبل، مكتفيًا بدوره القيادي، ومؤكدًا دعمه لما وصفه بـ«جيل جديد من الشباب» داخل الحزب.

 

أعتبر جبران أن حديث السادات "لا يمت للواقع بصلة"، مشيرًا إلى أن رئيس الحزب دأب منذ عام 2011 على إقصاء الكوادر الحقيقية، خاصة من أبناء جيل الشباب والوسط، لصالح أفراد من عائلته وشبكة مصالح ضيقة تجمعه بعدد من رجال الأعمال وأبنائهم.

 

وأضاف جبران أن من يتابع تاريخ الحزب منذ انتخابات 2020 وحتى التحضيرات الجارية الآن، يدرك تمامًا صحة هذه الوقائع، قائلًا بسخرية:

 

 "عن أي شباب تتحدث يا سادات؟ هل تقصد شباب عائلتك أم شباب شبكة المصالح؟ أعتقد أنك تتحدث عن حزب آخر غير الإصلاح والتنمية."

تساؤلات حادة حول المرشحين لحزب الإصلاح والتنمية 

 

وتابع القيادي بالحزب مهاجمًا آليات اختيار المرشحين، حيث تساءل عن الأسماء المتداولة مؤخرًا ضمن قوائم الحزب قائلاً: "من هم؟ وما علاقتهم بالحزب؟ وإن كانوا أعضاء بالفعل، فمتى وأين تم انضمامهم؟ وأين محاضر لجنة الانتخابات الداخلية؟ وما هي المعايير التي اعتمدتها اللجنة — المصطنعة — في المفاضلة بين المرشحين؟"

 

وفي ختام بيانه، طالب جبران السادات بأن يحترم عقول الكوادر وأبناء الحزب والمواطنين، مضيفًا: "الجميع يعلم ما يدور داخل حزب الإصلاح والتنمية، والصمت في هذه الحالة أكرم من تصريحات لا تعبر عن الحقيقة."

 

الأزمة ليست الأولى.. خلافات متكررة تهز حزب «الإصلاح والتنمية»

 

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها حسام جبران أن هناك أزمة داخل الحزب؛ فقد سبق وأن اتهم القيادة بعدم الشفافية في إدارة ملف الترشيحات، مؤكدًا أن الحزب يتجاهل أبناءه المؤسسين لصالح دوائر ضيقة من المصالح، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا حينها، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الحزب في المشهد السياسي.

 

يرى متابعون أن تجدد هذه الخلافات الداخلية يضع حزب الإصلاح والتنمية أمام اختبار صعب في المرحلة المقبلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، حيث قد تؤثر الأزمة على صورة الحزب أمام الناخبين، وتزيد من حالة الانقسام داخل صفوفه، ما قد ينعكس على قدرته في المنافسة سواء على مقاعد القوائم أو الفردي.