تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون وميتا، ضغوطًا متزايدة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك بسبب علاقاتها مع إسرائيل. وفي الوقت الذي تستمر فيه هذه الشركات في عملها مع الدولة العبرية، تجد نفسها في موقف حرج بين أهميتها الاستراتيجية في السوق الإسرائيلي، والخوف من الأضرار التي قد تصيب سمعتها التجارية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تتزايد الدعوات من الداخل والخارج لمقاطعة هذه الشركات، حيث تجد نفسها في موقف غير مريح جراء تعرضها لضغوط من موظفيها والمستثمرين على حد سواء. فمن ناحية، تتعرض هذه الشركات لانتقادات حادة بسبب توفيرها لبرمجيات ومعدات حاسوبية لصالح الجيش الإسرائيلي، ما يراه منتقدوها مساهمة في انتهاك حقوق الإنسان.
فيما يخص مايكروسوفت، ظهرت دعوات من مجموعة من المستثمرين للمطالبة بتقرير علني حول كيفية استخدام تقنياتها في انتهاك حقوق الإنسان، خاصة بعد اتهامات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في قصف المدنيين الفلسطينيين. هذه الضغوط دفعها إلى تعيين جهة تحقيق مستقلة للتحقق من تلك المزاعم، على الرغم من أنها نفت تمامًا تورطها في هذه الجرائم.
أما في جوجل، فقد ظهرت احتجاجات أكثر تنظيمًا في فرع "ديب مايند" بلندن، حيث قام مئات الموظفين بالتعبير عن رفضهم لارتباطات الشركة بعقود دفاعية مع إسرائيل. استقال العديد من الموظفين اعتراضًا على هذه الروابط، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للشركة.
الشركات العملاقة تجد نفسها في مواجهة ضغوط متزايدة للتوازن بين استراتيجياتها الاقتصادية العالمية والتزامها بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وهو ما يعكس التحديات التي تواجهها في ظل الحرب المستمرة في غزة.