هل تساءلت يومًا إن كانت فواتيرك الشهرية ومصاريفك اليومية يمكن أن تكون أكثر من مجرد استهلاك؟ ماذا لو أدركت أن نفس المبالغ التي تنفقها على مشتريات من السوبر ماركت أو على عشاء فاخر في أحد مطاعم القاهرة الجديدة، يمكن أن تتحول إلى محفظة استثمارية حقيقية في البورصة؟

في هذا التقرير، نستعرض كيف يمكن لأي فرد أن يغيّر نظرته للإنفاق، ويبدأ ببناء أصول مالية من خلال شراء أسهم في نفس الشركات التي يستهلك من منتجاتها وخدماتها يوميًا.

محفظتك تبدأ من فواتيرك.. من المستهلك إلى المستثمر

مع صعود ثقافة الاستثمار الشخصي، لم يعد الدخول إلى عالم البورصة حكرًا على المحترفين أو الأثرياء، الحقيقة أن الكثير من الفرص الاستثمارية تكمن أمامنا يوميًا، فقط نحتاج إلى تغيير طريقتنا في التفكير.

الفكرة ببساطة هي أن جزءًا مما تنفقه اليوم يمكن أن يُعاد توجيهه ليصبح سهمًا تملكه، يكبر مع نمو الشركة التي تتعامل معها كمستهلك، فبدلًا من إنفاق المال دون عائد، يمكنك استخدامه كأداة لبناء أصل طويل الأمد.


عندما تتحول سلة المشتريات الأسبوعية إلى أسهم في شركة جهينة

لنأخذ مثلًا بسيطًا من حياة كل أسرة مصرية، وهو الإنفاق على احتياجات البقالة والألبان، إذا كنت تعتمد على منتجات جهينة لشراء الحليب والعصائر والزبادى، فأنت ضمن مئات الآلاف من المصريين الذين يستهلكون هذه المنتجات بانتظام.

وإذا افترضنا أن متوسط فاتورتك الأسبوعية من منتجات جهينة يبلغ نحو 200 جنيه، فإن هذا المبلغ كان يمكنه شراء حوالي 7 أسهم في الشركة، إذا كان سعر السهم يقارب 28.65 جنيهًا، وفقًا لموقع investing.

وإذا واصلت هذا بشكل شهري، ستجد نفسك خلال سنة واحدة تمتلك أكثر من 80 سهمًا في واحدة من أكبر شركات الصناعات الغذائية في السوق المصري.


من فاتورة الكهرباء إلى حصة في شركة السويدي إليكتريك


في كل شهر، يدفع ملايين المصريين فواتير الكهرباء، دون أن يخطر ببالهم أنهم يساهمون في تشغيل شبكة بنية تحتية ضخمة، تعتمد بشكل كبير على منتجات شركة مثل السويدي إليكتريك.

إذا كانت فاتورتك الشهرية في حدود 450 جنيهًا، وكان سعر سهم السويدي يدور حول 4.80 جنيه وفقًا لموقع investing، فببساطة كان بإمكانك تحويل تلك الفاتورة إلى حوالي 94 سهمًا في الشركة.


وفي الوقت الذي تستمر فيه الشركة بالفوز بمشروعات كهرباء قومية داخل مصر وخارجها، ترتفع قيمة استثمارك معها.


عشاء فاخر قد يضعك داخل دائرة ملاك الشركات العقارية الكبرى

الخروج لتناول عشاء في أحد مطاعم مدينتي أو مراسي لم يعد رفاهية فقط، بل يمكن التفكير فيه بشكل استثماري مختلف.

عشاء فاخر لأسرة صغيرة قد تصل تكلفته إلى 1,800 جنيه، وهو مبلغ يمكن توجيهه إلى شراء أسهم في الشركات المالكة للمكان نفسه الذي تناولت فيه العشاء.

بهذا المبلغ، يمكنك أن تشتري:

حوالي 34 سهمًا في مجموعة طلعت مصطفى إذا كان سعر السهم 52.70 جنيه، وفقًا لموقع investing.

أو حوالي 136 سهمًا في إعمار مصر إذا كان سعر السهم 13.20 جنيه، وفقًا لموقع investing.

أو حوالي 225 سهمًا في بالم هيلز للتعمير إذا كان سعر السهم 8 جنيهات، وفقًا لموقع investing.


أي أنك في كل مرة تستمتع فيها بالمكان، بإمكانك أن تمتلك جزءًا من كيانه.

مصروف الفُسحة كأداة لتجميع آلاف الأسهم

المصروفات الصغيرة التي تنفقها على الترفيه والفسح العائلية قد تبدو غير مؤثرة، لكنها في الواقع تمثل فرصة ضخمة لبناء محفظة استثمارية ضخمة على المدى الطويل.

لنفترض أن رحلة ترفيهية في أحد منتجعات مجموعة عامر، مثل "بورتو"، تكلف الأسرة حوالي 1,800 جنيه.

في هذه الحالة، يمكنك استبدال تلك الرحلة بامتلاك حوالي 1500 سهمًا في مجموعة عامر، إذا كان سعر السهم 1.20 جنيه، وفقًا لموقع investing.. 

الأمر لا يتوقف هنا، فتوفير 10 جنيهات يوميًا فقط – وهو مبلغ قد لا نشعر بغيابه – يمكن أن يُجمّع 300 جنيه شهريًا، أي ما يعادل حوالي 382 سهمًا في أوراسكوم المالية القابضة، بسعر 0.785 جنيه للسهم، وفقًا لموقع investing.

وهذه الأرقام تبيّن مدى قوة التفكير الاستثماري حتى في أبسط الأمور.كل جنيه تنفقه اليوم هو فرصة لبناء ثروتك غدًا

الواقع أن كل جنيه تنفقه يحمل بداخله فرصة استثمارية كامنة، فقط إذا نظرت إليه بعين مختلفة، والاستثمار في أسهم الشركات التي تعرفها، وتستخدم منتجاتها يوميًا، ليس فقط خيارًا ماليًا ذكيًا، بل هو نقلة نوعية في علاقتك بالسوق والاقتصاد،
فبدلًا من أن تكون مجرد مستهلك في النظام، تصبح شريكًا في نموه.

كما أن تغيير هذه النظرة لا يتطلب مبالغ طائلة، بل يبدأ بخطوات بسيطة ومدروسة،
مراجعة فواتيرك الشهرية وتحويل بعضها إلى أسهم قابلة للنمو يمكن أن يضعك على أول طريق بناء الثروة، لا تنتظر الفرصة الكبيرة، ابدأ من البسيط، من مشترياتك اليومية، من فسحتك القادمة، وابدأ في بناء مستقبلك المالي، سهمًا وراء سهم.